الرئيس الراحل أنور السادات توقع ما يحدث في ليبيا وسورية حاليًا

السبت 07-10-2017 23:21

 


كتبت / ريم عبدالحميد

اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، مناحم بيغن، بعبقرية الزعيم الراحل محمد أنور السادات وقدرته على المراوغة والخروج بأفضل المكاسب لمصر وللعرب خلال حرب أكتوبر وبعد التوقيع على اتفاقية السلام، قائلًا: “السادات أخذ سيناء مقابل ورقة بيضاء لا نستطيع مسح الحبر الذي عليها لنستفيد بها”.

وفي زيارة السادات لإسرائيل عام 1977، والتي تعد أول خطوة من حاكم عربي يتجه للتعامل المباشر مع إسرائيل، كواقع فرضته الظروف الدولية بعد نصر أكتوبر العظيم، قال السادات في خطابه أمام الكنيست الإسرائيلي جملة من ثلاث كلمات هي: “السلام لنا جميعًا”، وهي كلمات كانت تعبر عن موقف مصر وموقف الزعيم الراحل في الانحياز الدائم لقضايا وهموم الوطن العربي دون تمييز بين دولة وأخرى، وفي 1977 اتخذ الرئيس المنتصر قراره، الذي سبب ضجة في العالم العربي، بزيارة القدس.

جبهة معارضة لمصر
وكانت إسرائيل تتحجج دائمًا بالعدوانية على العرب بأن العرب ليسوا دعاة سلام وأنهم يريدون تدمير إسرائيل وإلقاءها في البحر، ومن وراء إسرائيل الولايات المتحدة الأميركية، ومن ثم جعل إسرائيل تستمد قوة فوق القوة وتستعطف العالم بأكمله حتى كونوا ترسانات عسكرية ومنها قوة نووية بحجة حمايتها من الدول العربية، وقد زاد من هذا التحجج عدم ذهاب الدول العربية لمفاوضات السلام وقامت الدول العربية.

كما تمرد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورفض التصالح والجلوس مع إسرائيل في مفاوضات سلام كانت ستعيد للفلسطينين أرضهم التي احتلت بعد 67، ولو كان قد ذهب عرفات وباقي الدول العربية لمائدة المفاوضات لكان تم استرداد الأرض الفلسطينية والعربية، وقالها الرئيس الراحل السادات: “ستندمون”، وقد حدث عندما عقدت اتفاقية “أوسلو” عام 1991 بين فلسطين وإسرائيل ولم يأخذ الفلسطينيون غير القليل وحرفت الاتفاقية وما زال الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك حافظ الأسد، الرئيس السوري الراحل، الذي اتهم السادات بالاستسلام لإسرائيل، ومرت الأيام ويأتي عام 2017 وما زالت الجولان السورية محتلة من إسرائيل ويهدد تنظيم “داعش” الإرهابي الدولة كلها..

أما باقي الدول التي قاطعت مصر بعد معاهدة السلام مع إسرائيل، فقد قال عنها الزعيم الراحل: “هناك مأساة أليمة تجري بين الجزائر والمغرب يقتل فيها العربي أخاه العربي بالسلاح السوفيتي الذي أعطي للجزائر في تلك الجبهة أيضًا ما يسمى باليمن الجنوبية!! لا تساوي أن نذكر عنها شيئًا وخاصة بعد أن أصبحت قاعدة سوفيتية وباعت نفسها وأرضها وشرفها، والعراق التي كانت تريد أن تهدي مصر بالأمس خمسة مليارات من الدولارات، تذكروا أمس فقط أن مصر مهزومة ومحتاجة للمعونة من العراق”

وأضاف الراحل: “أن المعركة بيننا وبين تلك الجبهة ذات جذور كثيرة أقوى ما فيها أن هذا البلد يمثل خطرًا وتهديدًا على كل تلك الأنظمة، في سورية التصفية الجسدية وسجن “المزة” والمعتقلات، وفي العراق السحل والتصفية الجسدية وأحكام الإعدام، أما في ليبيا فلست في حاجة لأن أتحدث عما يحدث هناك من ذلك الطفل المجنون، وكان يقصد الزعيم الراحل بهذا الوصف الرئيس الليبي معمر القذافي الذي تطاول وقتها على القيادة المصرية وتدخل في شأن مصر الداخلي، ردًا على تحضيرها لاتمام اتفاقية السلام مع إسرائيل.

وبدأ القذافي تطاوله بالهجوم على المقرات الدبلوماسية في ليبيا، ثم طرده في شهر يونيو من نفس العام نحو ربع المليون مصري عامل هناك، فضلًا عن حشده مظاهرات حاولت أن تقتحم الحدود المصرية للوصول إلى القاهرة، وفشل القذافي في مسعاه وتصدت قوات حرس الحدود لمحاولاته فما كان منه إلا أن أمر بضرب مدينة السلوم الحدودية بالمدافع، وجاء الرد قويًا من السادات في 21 يوليو 1977.

حتى دويلة قطر التي ظلت طوال تاريخها تبحث لها عن دور سياسي في المنطقة فقد احتجت هي الأخرى على معاهدة السلام، إلا أن الرئيس السادات لم يعطها أكثر من حجمها ولم يلتفت لاحتجاج أميرها آنذاك خليفة بن حمد آل ثاني، ولكنه عندما سئل بعد ذلك عن الموقف القطري فأجاب قائلًا: “قطر بتحتج! أيه قطر؟.. معزتين وخيمة.. هو كل واحد عنده كشك عـلى الخليج هيعمل دولة؟.

وأضاف الزعيم الراحل أن هذه الدويلة على استعداد لأن تتحالف مع الشيطان من أجل أن يصبح لها نفوذًا في المنطقة وبالفعل صدقت توقعات الزعيم الراحل، واليوم ترتمي قطر وحكامها في أحضان القواعد العسكرية الأميركية.

اضف تعليق