“أصداء الصمت فلسطين في مرآة العرب” | صوت مصر نيوز

الثلاثاء 14-05-2024 19:38

كتب دكتور أنور اسم الله

في هذا الزمان الذي يراقبه التاريخ بعيون حادة،
في عتمة الليالي الصاخبة، تنطفئ فجأة شمعة العدالة في مركز الدفاع عن الإنسانية ممتدة إلى سماء الشرق،
وتشدو أصداء الصمت العربي،
يوما بعد يوم، بينما تتكرر صرخات الفلسطينيين في العتمة، ليسمعها العالم وينكرها ذلك الصمت المخجل،
يظهر سكوت الدول العربية كظلامٍ ثقيل يلف حقبة من الظلم والتواطؤ، ويحمل التاريخ عبء الصمت والتقاعس أمام عدوان يُرسم بألوان الظلم والاستكبار على الأرض الفلسطينية.

في غياب الكلمات وتعليق الأصوات العربية، يعتبر التاريخ شاهدًا على سكوت مؤلم،
سيشهد تاريخ الإنسانية على الوقوف المتخاذل للعديد من الدول العربية أمام مأساة الفلسطينيين،
حيث لم تتجاوز الأقلام الدبلوماسية تلك الأزمنة الصعبة التي عاشها الشعب الفلسطيني، لم يكن الصمت فقط غيابًا للرد،
بل كان إقرارًا بالتواطؤ في تلك الجراح الإنسانية وتحول إلى موافقة صامتة على استمرار تلك الآلام،
وفي هذا السياق تظهر منظمات حقوق الإنسان كحاملي ألواح الإنصاف والدفاع عن الإنسانية، لكنها تتسلل إلى القسوة بتماطلها وتراخيها في التحرك الفوري،
فقد انقلبت تلك المنظمات التي كان يُفترض أن تكون حارسةً للإنسانية، إلى جزءٍ من الآلة الإقليمية التي تساهم في غسل أيادي الظلم والقهر،
هل أصبحت تلك المنظمات أداة في أيدي الساسة وضاعت منها أخلاقيات الإنسانية؟
إن الفلسطينيين اليوم يناشدون التاريخ بكلماتهم المؤثرة وآهاتهم الصامتة أن يكتب شهادة لا تُنكر…..
يُشهد التاريخ بأن الصمت العربي والتواطؤ الدولي في وجه هذا العدوان سيظل بمثابة جريمة في تاريخ الإنسانية،
وبينما يسجل التاريخ تلك الصفحات السوداء،
يظل الأمل حيًا في الضمائر الحية، فالشعوب والأفراد يحملون مسؤولية تغيير هذا الواقع، لكي لا تظل تلك الصفحات السوداء هي الورقة الوحيدة في كتاب التاريخ،
عسى أن تنفض القلوب من غفلتها، وأن يتذكر العرب قيمهم ومبادئهم الإنسانية، ليعيدوا إلى التاريخ الروح والصوت الذي فقدوه، وعسى أن ينهض العالم بفضح صمته ويرفع صوته ضد هذه الظلمة التي تلف الفلسطينيين.
لن ينسى التاريخ أنه كان هناك فلسطينيين ينادون بالحق، وكان هناك صمت يعلوه صمت آخر،
وسيبقى السؤال يطرح نفسه: هل كان صمت العرب أشد جريمة من العدوان نفسه؟

التعليقات مغلقة.