الأنتحار وانتشاره | صوت مصر نيوز

الأربعاء 04-12-2019 15:10

بقلم : تقوى مجدي




إن الشخص الذي يقدم على الأنتحار يشير جميع تصرفاته التي يفعلها إلى هذا الفعل السلبي بل والمميت، وتتمثل وسائل الأنتحار مثل أخد جرعة كبيرة من إحدى الأدوية أو بإلقاء النفس من أرتفاع عالي أو بأستخدام المسدس بإطلاق عيار ناري على النفس أو بقطع الشرايين بواسطة أداة مثل السكين وغيرها من السلوكيات الانتحارية التي تؤدي إلى ذلك.




ف الشخص الذي يحاول الأنتحار هو الشخص يحاول أن يجد مخرجاً للأزمة التي يمر بها في حياته، أو يحاول الهروب منها لأنها من وجهه نظره يستحيل تعامله معها؛ وغالباً الأشخاص التي تسعي إلى هذا الفعل تريد التخلص من المشاعر المحبطة التي تحيط بها والمتمثلة إلى الشعور بالخزي أو الخجل أو حتى عدم الرغبة في أن تكون عبئاً على الآخرين، أو شعور بأنك ضحية، أو شعور برفض الآخرين لك أو الضياع والوحدة، كل هذه الأسباب تؤدي بالشخص إلى الأنتحار.
يشير السلوك الأنتحاري إلى التعاسة العميقة لكن ليس بالضرورة إلى الأضطراب النفس لا يتأثر كثير من الناس المتعايشين مع الأضطرابات النفسية بالسلوك الأنتحاري، وليس كل الناس الذين ينتحرون لديهم اضطراب نفس.
إذاً ماهي أسباب الأنتحار، لماذا ينهي عدد كبير من الناس حياتهم كل عام؟ هل هو سبب الفقر؟ أم البطالة؟ أم سبب انهيار العلاقات؟ أم مشاكل مع الأهل؟ وهل الأنتحار نتيجة لفعل متهور أم أنه تدبير وتخطيط من الإنسان من مدة من الزمن.
هناك تسألات كثيرة وخصوصاً بعد حادثه الشاب طالب الهندسة الذي أنتحر من أعلى برج القاهرة فليس هو أول ولا أخر ضحية بهذا الشكل وهذا التفكير.
ولكن على الرغم من كثرة الأسئلة إلى وأنه لا يوجد إجابة واحدة تكفى لتفسير سبب إنهاء شخص حياته لأي سبب من الأسباب.
فالشخص الذي يفكر في الأنتحار لا يطلب المساعدة أو العلاج وذلك لاقتناعه التام بأنه لا يوجد علاج يصح معه أو يقدم له المساعدة، لأنه لا يريد اخبار الآخرين بالمشاكل التي يمر بها، لأنه يعتقد أنه طلب المساعدة من الغير نقطه ضعف.
فالشخص الذي يريد الأنتحار دائماً كلامه بلهجه تضحية عن جميع ميوله الحياتية وإهمال في مظهره ودراسته وشغله ودائماً يفكر في أماكن وطرق للأنتقام من نفسه، ينعزل عن الناس ولا يشارك أحد في تجمعات سواء عائلية أو غيرها، نهايه حديثه دائماً ” الواحد إذا مات أرتاح من هذه الحياه”، الله يأخذني، أنا حظي دائماً سئ.
فلا تستسلم لهذه المشاعر والكلمات؛ فقوي قلبك بالإيمان والطاعة ولا تسمح للشياطين ان تسيطر على أفكارك وتؤثر على عقيدة تفكيرك.
فلا ننسى عقاب الشخص المنتحر في الإسلام : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “من قتل نفسه بحديدة؛ فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن شرب سما فقتل نفسه؛ فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن تردى من جبل فقتل نفسه؛ فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا”». والعذاب في الآخرة بمشيئة الله.
الانتحار محرم في الإسلام لقول الله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ، فالنفس ملك لله وليس لأحد أن يقتل نفسه.
وبعد كل هذا لا شئ يستحق أن تؤذي عائلتك وتهدم حياتك لأجل مشكلة ربما تكون كبيرة وربما تكون صغيرة، لا شئ يستدعي أنك تفكر في طرق للأنتحار، فالوقت الذي تضيعه في هذا التفكير الشيطاني، أتركه وفكر في حل مشكلتك وتغير طرق لحل علاقاتك مع الناس وأصدقائك وشغلك.
من المعلوم أن يمكن للإنسان أن يختار في حياته أشياء، وله حرية في أن يختار ما يأكل أو يشرب أو يلبس، أو يفعل أو يترك، لكن هناك قيود لهذه الحرية، وأن هذا الاختيار لا يتجاوز حدود الممكن، بدليل الواقع ولا يستطيع أن يحدد المواصفات التي يخلق بها، ولا يملك أمر الموت والحياة، فليس بمقدرته أن يقرر متى سيولد، أو كم سيعيش، ولا أن يدافع عن نفسه من الموت، وقتل الإنسان نفسه تجاوز لحدود الاختيار الذي منحه الله له، واعتبار الانتحار معصية لله، بعني: أن مفهوم الحرية الشخصية، لا يخرج عن كون الشخص عبدا مملوكا لله، وليس له مطلق الحرية.
فبعض المراهقين والمراهقات يستخدمون هذا السلوك فضولاً بأن يعرفوا محبتهم عند أهاليهم واصدقائهم، والبعض الاخر يفعلون هذا نوع من أنواع التهديد لأستجابة مطالبهم، فكل هذا جهل وعدم وعي وصبر كافي على تحمل المصائب والمشكلات، فأحتسب أمورك عند الله وأشغل نفسك بالقراءة والصلاه اذهب إلى دروس فقه وعقيده للمساجد لكي تقوى إيمانك أكثر وأقرأ أكثر عن عقوبة الأنتحار.
وأسأل الله أن يهدينا جميعاً ويصلح أمورنا.

اضف تعليق