الانتحار من أقبح الكبائر وأشنع الامور .. أمور حرمها الله ورسوله وفرض عقوبته | صوت مصر نيوز

السبت 13-04-2019 11:52

كتب : محمود جابر





الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد الرسول النبي الأمين وعلى آله وأصحابه أجمعين أمابعد :
الانتحار
حرص الإسلام وعني بالحياة البشرية بشتي المجالات والوسائل والسبل ،ومن ذلك أنه حرم الاعتداء على النفس البشرية وجميع مايؤدي إلى ذلك حتى لوكان ذلك الاعتداء يسيرا ،كماحرم القتل وشنع منه وحذر الناس من تداوله ،ووضع عقوبات زاجرة للحد من انتشار ظاهرة القتل وفشوها فى المجتمع ممايؤدي إلى حفظ الأمن فيه وتأمين سلامة المجتمعات واستقرارها وضع الإسلام قواعد مثالية لحفظ الأمن والسلامة العامة عموما ، ولحفظ حقوق المسلمين وصون النفس البشرية خاصة اعتداء الآخرين على نفسه من خلال إيقاعها بالمهالك أويعرضها للمخاطر قد جعل الإسلام لذلك أحكاما وقواعد خاصة أما من يقتل نفسه ويزهق روحه من خلال الوسائل المفضية إلى القتل والموت الحتمى فسيوضح هذا المقال حكم الشرع فيها ، وعقوبة فاعل ذلك عند الله تعالى
معنى الانتحار لغة : مصدرها انتحر ينتحر انتحارا فهو منتحر
انتحر الرجل قتل نفسه بواسطة شئ
الانتحار اصطلاحا :كل فعل يقوم به شخص معين يؤدى إلي قتل نفسه وإزهاق روحه .
حكم الانتحار:
شاع الانتحار وكثر فى الآونة الأخيرة حتى أصبح ربما يمثل ظاهرة عامة فى المجتمعات المسلمة وغيرها لذلك تجب الإشارة إلى حكمه ،ونظرة الإسلام له ،ومكانة المنتحر فى الاسلام ،وكيف حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم من خلال الأحاديث النبوية العديدة
إن الانتحار محرم شرعا،بل إن الاسلام قد اعتبره من كبائر الذنوب والأثام التى قد يقوم بها المسلم لمافي ذلك من إنهاء حياته التي أعطاها الله له وأمره بحفظها ،فيكون المنتحر متعديا على مااستامنه الله عليه قبل أن يتعدى على نفسه ويظلمها




وبيان دليل حرمة الانتحار ورأى الاسلام فيه من خلال النصوص الصحيحة كالآتي :
قال تعالى (ولاتقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ،ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا )
وعن أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من تردى من جبل ،فقتل نفسه فهو في نارجهنم يتردى فيه خالدا مخلدا فيها أبدا ،ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نارجهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ،ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نارجهنم خالدا مخلدا فيها ابدا )رواه البخاري ومسلم وغيرهما
وقد قال صلى الله عليه وسلم ( من قتل نفسه بشئ في الدنيا ،عذب به يوم القيامة)
وعن جندب بن عبدالله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( كان فيمن قبلكم رجل به جرح ،فجزع فأخذ سكينا ،فحز به يده ،فما رقأ الدم حتى مات ،قال الله تعالى :بادرني عبدي بنفسه ،حرمت عليه الجنة ) فبين الحديث أن من قتل نفسه أوأوردها المهالك حتى تسبب في قتل نفسه فإنما يحرم الله عليه الجنة لفعله ذلك
إن النبي صلى الله عليه وسلم -لم يصل على المنتحر ،إشارة منه إلى شنيع الفعل ،ومن باب الزجر والتوبيخ له ولمن يفكر بفعل مثله ،لكنه في الوقت نفسه لم يمنع الناس من الصلاة عليه ولم ينههم عن ذلك ،مما يقول أنه لايخرج عن دائرة الاسلام مع كونه عاصيا لله
روى جابر بن سمرة رضي الله عنه ماحصل في تلك الحادثة فقال ( أتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل قتل نفسه بمشاقص فلم يصل عليه )
وفي هذا الحديث دليل لمن يقول : لايصلى على قاتل نفسه لعصيانه ،وهذا مذهب عمر بن عبدالعزيز والأوزاعى وقال الحسن البصري والنخعي وقتادة ومالك وابوحنيفة والشافعي وجماهير العلماء :يصلى عليه ،وأجابوا عن هذا الحديث بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل عليه بنفسه زجرا للناس عن مثل فعله ،وصلت عليه الصحابة .
حكم المنتحر :
الانتحار من أقبح الكبائر ،لكن عند أهل السنة والجماعة لايكون كافرا إذا كان مسلما يصلى معروفابالإسلام موحدا لله عزوجل مؤمنا به سبحانه ويجرى عليه أحكام المسلمين فيغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين .
والمنتحر كما قال أهل السنة والجماعة ،هوتحت المشيئة إن شاء الله عذبه وإن شاء غفرله وقالوا انا لانجزم بخلوده في النار لودخلها بل يحمل الحديث الذي قال فيه النبي خالدا مخلدا فيها أبدا على من فعل ذلك مستحلا مع علمه بالتحريم فيكون كافرا أوأن المراد بالخلود طول المدة والإقامة المتطاولة لاحقيقة الدوام .
وخلاصة القول : أن أهل السنه يقولون بعدم تخليد أهل المعاصي من المسلمين في النار ،وومنهم قاتل نفسه وهو المنتحر والله أعلم .

اضف تعليق