ظاهرة التنمر كارثه تهدد المجتمع وتكشف مدي الانحطاط الديني والأخلاقي | صوت مصر نيوز

الخميس 02-01-2020 22:18

تقرير إلهام عبدالعزيز




انتشرت ظاهرة التنمر بشكل يدعو للقلق ويوضح مدي الانحطاط الأخلاقي والإجتماعي في عصرنا الحاضر.

ولم يكن التنمر وليد هذا العصر او عصر معين حيث نهي القرآن الكريم عنه في قوله تعالي ” يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسي ان يكونوا خيرا منهم ..” كما أوصي القرآن الكريم بالبعد عن السخريه والاستهزاء لما يسببه من اذي نفسي فقال تعالي ” ولاتنابذوا بالالقاب”
فلا مبرر لظهور مثل هذه الظاهره والطفره التي احدثتها في المجتمع سوي انتشار الجهل وابتلاء المجتمع بجيل بعيد كل البعد عن القيم الإسلامية والاخلاقيه.

ولأهمية هذا الموضوع استمعت “جريدة صوت مصر نيوز” الي أراء بعض الشخصيات العامه لمعرفة اسباب ونتائج هذه الظاهره.

ابتدأ الحديث الدكتور “نبيل حنظل” قائلا: “”تنقل لنا وسائل الاعلام ونرى بعيوننا و نسمع فى محيطنا حوادث عديده لاشكال متعدده من التنمر تحدث اثاراً سلبيه يصيب فيها المتنمرون ضحاياهم بآثار سلبيه نفسية واضرار ماديه.

ولا يكاد يمر يوم حتى نطالع او نرى فى محيطنا مظاهر متعدده للتنمر, ففى الشارع تتسلط فئة على فئه , وقد يتصاعد الامر الى حد البلطجه و فى العمل يتنمر شخص او مجموعه من الموظفين ضد شخص او مجموعه اخرى ، اما فى المنزل فكثيا ما يكون هناك بين الزوجين او بين الابناء وبعضهم او بينهم وبين الجيران –
ومن يتابع قراءه أبواب حوادث واخبار الاقسام واحكام المحاكم وقضايا محكمة الاسره يدهش لانتشار هذه الظاهره العدائيه باشكال مختلفه واسباب متعدده

يتم التنمر مباشرا ومواجهة باستخدام ( باللسان ) البذىء او المغرض او الكذاب لاهانه الضحيه او الصاق صفه سلبيه ليست فيه او اثارة اشاعه بقصد تحقيره فى مجتمعه ، وقد يكون التنمر (باليد ) لمسا او عنفا او باستخدام وسيله ضرب
وقد يكون غير مباشر باستخدام الاشاعه ونشر الاكاذيب , واستعداء جماعه ضد الضحيه.




يضاف الى ما سبق استخدام الوسائل الالكترونيه لخلق راى عام معادى ضد شخص او جماعه مستهدفه – لتصفيه حسابات شخصيه او لدوافع فكريه او سياسيه – وهنا يكون التنمر من جماعه منشقه ضد دولة ما او احد رموزها – او ضد دوله معاديه لدوله اخرى ’ ،وهنا تتعدد وسائل التنمر والتحرش والاستعداء واصطياد الاخطاء وتكبير الاحداث واختلاق الاكاذيب بطرق عديدة تستخدم فيها وسائل التكنولوجيا المتقدمه والاخراج وتكون اداتها الصوت والصوره واليوتيوب ، والمُدوَّنات، والرسائل النصّية، على المحمول ، لاستعداء اكبر عدد ممكن ضد الرمز المستهدف وتشويه صورته الذهنيه لدى اكبر عدد من المشاهدين –
اخطر ما فى الامر ان التنمر ليس ظاهره يمارسها الكبار او البالغين فقط , لكنها ايضا ظاهره واضحه فى المدارس بمختلف مراحلها وقد استحق ذلك اهتمام الباحثين الذين عرفوا التنمر بانه بأنّه: أفعال سلبيّة مُتعمَّدة من قِبَل تلميذ، أو أكثر، بتكرار إلحاق الأذى بزميله (بالكلمات ) ,شتما او تهديدا وتلميحا واغاظة، او( بالاحتكاك الجسديّ) ، كالضَّرب، والدَّفْع، والرَّكْل، او(باثاره المشاعر النفسية ) السلبية وعرفو(ا الطفل المتنمر) بانه ” بأنّه: الطفل الذي يُضايق، أو يخيفُ، أو يُهدِّد، أو يُؤذي الآخرين الذين لا يتمتَّعون بدرجة القوّة نفسها التي يتمتَّع بها هو، وهو يُخيف غيره من الأطفال في المدرسة، ويُجبرهم على فِعل ما يريدُ بنبرته الصوتيّة العالية، واستخدام التهديد. اثبتت الدراسات ايضا ان ظاهرة التنمر المدرسى قديمه – وانها غالبا ما تكون سببا للهروب للمدرسه – وقد يؤدى وقعها السيىء الى انسحاب الضحيه من المجتمع او الاكتئاب او كره المدرسه والهروب منها وكراهية من فيها وقد يصلالامر الى الانتحار ،




– بينت الدراسات ايضا ان بعض المتنمرين كانوا هم انفسهم ضحايا تنمُّر سابقين، او انهم من غير القادرين على تكوين صداقات، وعلاقات اجتماعيّة، ولذلك لجؤوا إلى التنمُّر؛ كي يخشاهم باقي الأطفال، أو الزملاء في المدرسة ،
– اما عن روشته علاج التنمرالمدرسى فقد راى المختصون انها تكون بتعزيز ثقة الطفل بنفسه. تربية الأطفال باسلوب بعيد عن العُنف. على ان يتم مُراقبة الأبناء، وسلوكيّاتهم منذ الصِّغر. والعمل على بناء علاقة صداقة بين الأبناء، وآبائهم، فى جوّ عائليّ دافئ. على ان يكون هناك اتصال وتعاون بين المدرسه والبيت إخضاع كلٍّ من المُتنمِّر، والمُتعرِّض للتنمُّر للعلاج النفسيّ، وطبعا بسن القوانين اللازمه “”

وتابعت الدكتوره “نهله عبدالسلام” مدربة التنميه البشريه قائله ؛نعاني من أزمة أخلاق في مجتمعنا ونجد هذا واضحاً بقوة في سلوكيات كثير من الشباب والأطفال وانتشار ظاهرة التنمر وهو شكل من أشكال العنف ويقصد به كل فعل أو كلمة يلحق الأذي بالآخرين سواء كان الايذاء نفسي أو بدني وتتعدد أنواع التنمر ما بين التنمر اللفظي ويشمل الألفاظ السيئة والتهديد والسخرية والتنمر الجسدي ويشمل الضرب والعنف وايذاء الجسد والتنمر الإجتماعي ويشمل التحدث عن الآخرين بطريقة سيئة وابعاد الناس بشكل متعمد عن الشخص المتنمر به أما التنمر الإلكتروني يشمل استخدام معلومات شخصية عن الآخرين علي مواقع التواصل الاجتماعي واستخدامها في التهديد والاساءة ،وغيرها من الأنواع وتعود أسباب هذه الظاهرة إلي أسباب شخصية كضعف الوازع الديني والتقليد والمجاملة وهناك أسباب إجتماعية كإهمال الوالدين والتفكك الأسري والقدوة السيئة وسوء المعاملة وغياب أحد الوالدين وأسباب إقتصادية كالبطالة أو الغني والطرف الزائد وأسباب أخري متعلقة بقلة التوعية الأخلاقية متمثلة في ضعف المناهج التعليمية في المدارس والجامعات بجانب الدور الأخطر لإنتشار هذه الظاهرة يرجع أيضاً لبعض وسائل الإعلام .
أما الآثار المترتبة من ظاهرة التنمر هي انتشار العنف والكراهية وفقدان الإنسانية والأخلاق وانتشار الأمراض النفسية من خلال العزلة الإجتماعية والاكتئاب واضرابات النوم وسوء التحصيل الدراسي وقلة الانتاج وغيرها من الآثار الخطيرة سواءسواء علي الفرد أو المجتمع .
علاج هذه الظاهرة يأتي من خلال جميع المؤسسات المجتمعية والتربوية المختلفة :
– الأسرة يجب عليها إختيار الأصدقاء لأبنائهم ومتابعتهم دراسياً وتنشئتهم تنشئة دينية وغرس القيم والمبادئ السليمة .
– المدرسة دورها لا يقتصر فقط علي تعليم القراءة والكتابة ولكن لها دور مكمل للأسرة من خلال المناهج التربوية بجانب دور المعلم أيضاً كقدوة حسنة لطلابه .
– دور الجامعة لا يختلف كثيراً عن دور المدرسة من خلال الندوات العلمية وبرامج التوعية داخل القاعات أو من خلال الرحلات والمسابقات أما دور المسجد التركيز والتوعية في الخطب .
– الدور الأكبر في مكافحة هذه الظاهرة سيأتي من خلال وسائل الإعلام لأنها ساهمت بشكل أو بآخر في إنتشارها من خلال مسلسلات البلطجة التي تصدر العنف والإنتقام والألفاظ السيئة والبذيئة ، وتدفع الشباب للتعاطف مع شخصية البلطجي لذلك تأتي أهمية وسائل الاعلام لمواجهة هذه الظاهرة لأنها تقوم بدور ثقافي وتربوي وتصل لفئة الناس الذين يجهلون القراءة والكتابة بجانب وسائل التواصل الاجتماعي وكل الوسائل الحديثة لنشر ثقافة الحب والسماحة وتعاليم الدين الاسلامي الصحيح وتوعية الناس بأن حياة الإنسان لن يكون لها معنى بدون قيم التسامح و الحب والعطاء .

واستكمل الحديث “فهمي رأفت الخطيب” مدير معهد البحوث الاستراتيجيه لدول حوض النيل قائلا:التنمر من الظواهر المنتشرة بشكل كبير جداً له العديد من الأشكال والأنواع، ولكن جميعها تتسبب في الإيذاء النفسي والجسدي للشخص الذي يعاني من هذه الظاهرة.
انواع التنمر:
• التنمر اللفظى
• التنمر الجسدى
• التنمر الإجتماعي
• التنمر الجنسي.

طرق علاج التنمر:
الحرص على تربية الأبناء في ظروف صحية بعيداً عن العنف.

_متابعة السلوكيات المختلفة للأبناء في سن مبكرة والوقوف على السلوكيات الخاطئة ومعالجتها.

_عرض الشخص المتنمر أو الضحية على أخصائي نفسي أو اجتماعي.

كما تحدث “فتحي مناع” مدير الشئون التنفيذية بمديرية التربيه والتعليم قائلا :التنمر طبقا لتعريف بعض الموسوعات العلميه هو شكل من أشكال الإساءة والإيذاء موجه من قبل فرد أو مجموعة نحو فرد أو مجموعة تكون أضعف سواء جسديا أو شكليا أو غير ذلك وهو من الأفعال المتكررة بالنسبة للطفل ذي القوة الأكبر أو بالنسبة لمجموعة تهاجم مجموعة أخرى أقل منها في القوة. يمكن أن يكون التنمر عن طريق التحرش الفعلي والاعتداء البدني، أو غيرها من أساليب الإكراه الأكثر دهاء مثل التلاعب بالالفاظ وغيرها وعاده التنمر في المدرسه او مجتمع العمل وهوا شيء ضار جدا اجتماعيا يؤدي للاحباط وكسر النفس ويؤدي لشرخ مجتمعيا بين الأفراد وهناك أساليب كثيره للقضاء عليه منها التوعيه المدرسيه بكافه اشكالها ندوات وحصص نشاط واذاعه وغيرها الى جانب العقاب المدرسي لمن يقوم به وايضا التوعيه الدينيه عن طريق المساجد والكنائس والندوات وايضا اجهزه الاعلام المختلفه.

وأوضح “سيد الليموني” امين عام الحزب الاتحادي الديمقراطي بالفيوم ؛اسباب الظاهره وطرق العلاج قائلا:التنمر مرض مجتمعي يعني منه الجميع بسبب ضعف الثقافه المجتمعيه وعدم احترام الآخر وعدم وجود ثقافه التنوع لدى اقليه من المجتمع ولابد لوجود خطوط حمراء لاحترام الآخر بالنقد الهادف والمصدقيه داخل المجتمع والتعامل بحزم مع من يتنمر على الآخر لتتماسك وحده المجتمع العربي والبدو والفلاح والحضري والأبيض والأسود والتسليم والمعاق والأديان السماويه تحرم ترويع الأمنيين بالتنمر ولابد بتحليل الواقع الاجتماعي لبعض فئات المجتمع والقضاء على الفقر والجهل والاميه واحترام السلوكيات بالحكم والعقل والقضاء على التنمر بدور الأحزاب الغائب والجمعيات الاهليه والمدرسه
ودور العباده المتجدد والمتطور والتربيه الصحيحه للأفراد ودور الأم والأب والاخصائي الاجتماعي المفقود بالمدرسه والمنزل ودور الإعلام والبرامج والأفلام والمسلسلات الهادفه والمجتمع الإنساني يعود العقل والحكمه ورفض العنف والتفكير منذ الصغر على الإبداع والتميز والتفكير والتسامح والمحبه والتعايش مع الآخر والتخلص من الضغوط النفسيه والخلافات الزوجيه والعنف في تربيه الأطفال والتفكك الأسرى والتدخين بالنسبه للأم أثناء الحمل وتصحيح المفاهيم ونشر العقاب والثواب باعتدال ونشر الثقافه الأخلاقيه والقيم وتكريس الحقوق.

وتأثيرها هدم المجتمع والتاثيرات النفسيه المختلفه على الضحيه والتفرقه العنصريه.
يضعف المشاركه المجتمعيه والتفرقه ويصاب المجتمع بخلل والقضاء على مبدأ الشراكه وتفكيك الأسر ونشر عولمه الفقر والانهيار الاجتماعي ومحو الهويه.

واختتمت الحديث “إبتسام حسين” امينة المرأه بحزب الحريه المصري قائله: نحن كاشخاص عاديين نساهم فى انتشار ظاهرة التنمر دون عمد او قصد وهذا من خلال ترديدنا للحالات الموجودة فى المجتمع دون طرح حلول.

ومن المفترض ان يكون هناك توعية اكثر من ذلك من خلال وسائل الإعلام المختلفة ومهمة جدا المدارس يتخصص اسبوع كامل يتم فيه مناقشة الظاهرة من خلال اذاعة الصباح والانشطة وابحاث المكتبة وجماعة الصحافة والحاسب الالى وخلافه.

اضف تعليق