قصة الإسراء والمعراج بالتفاصيل معجزة واجب الإيمان بها |صوت مصر نيوز

الجمعة 05-04-2019 13:35

 

 

 

بقلم: الشيخ أسامه عوف

 

السراج الأول:أن في المحن منح و أن الفرج مع الكرب:

اعلم علمني الله و إياك: أنه توالت على رسول الله قبيل حادثة الإسراء والمعراج الحوادث والأزمات الكثيرة، فإلى جانب ما كان يلاقيه من عنتٍ وعذاب الكفار له وتصديهم لدعوته وإنزال الأذى والضرر به وبمن تبعوه، فَقَد نصيرًا وظهيرًا له هو عمه أبو طالب، وكذلك فَقَد شريكة حياته وحامية ظهره السيدة خديجة التي كانت له السند والعون على تحمُّل الصعاب والمشقات في سبيل تبليغ دعوته السامية، فكلاهما مات قبيل حادثة الإسراء والمعراج؛ ولذا سمي هذا العام “عام الحزن”. ومن هنا كان إنعام الله على عبده ورسوله محمد بهذه المعجزة العظيمة؛ تطييبًا لخاطره وتسرية له عن أحزانه وآلامه… ثم ليشهد فيها من عجائب المخلوقات وغرائب المشاهد.

ماذا قال في الطائف؟ صدقوا أنه ما من دعاء ينطبق على المسلمين اليوم كهذا الدعاء، (( اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا رب المستضعفين،)).

والله الأمة الإسلامية بأكملها، المليار وخمسمئة مليون مسلم، بدءاًً من قاعدتها إلى قممها، لا وزن لها في الأرض، بأي شيء لا يعبأ بها، ولا باحتجاجها، ولا بغضبها، ولا بتنديدها، كأنها غير موجودة، مع أن الثروات عندها، والموقع الاستراتيجي عندها، وبيدها خيارات لا تعد ولا تحصى، ولكن فتتوها، وجزئوها، وجعلوها مشرذمة، هذا الذي حصل.

(( اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، يا رب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى صديق يتجهمني، أم إلى عدو ملكته أمري؟ اللهم إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي، ولك العتبى حتى ترضى، لكن عافيتك أوسع لي )) [ السيرة النبوية ].

فكافأه الله تعالى بما يلي:

1- استجابة عبد يسمى عداس إلى الإسلام بعد رفض الكثير له، وهداية واحد خير من الدنيا وما عليها.
الدنيا وما عليها.

2- ساق الله إليه نفرًا من الجن يستمعون القرآن وأحسنوا الاستماع والإنصات ثم فهموا واجبهم فولوا إلى قومه منذرين.

3- استجابة ستة من أهل يثرب هم طلائع الدعوة في المدينة المنورة والتمكين للإسلام في الأرض، ومنهم أسعد بن زرارة وعوف بن الحارث، ورافع بن مالك، وقطبة بن عامر وعقبة بن عامر، وجابر بن عبد الله، هذا بعد أن رفضت كل القبائل الأخرى منهم بنو كلب وبنو حنيفة، وبنو عامر بن صعصعة وفزارة وغسان دمرة وسليم وعيس وبنو نضر وكندة وعذرة والحضارمة. وهؤلاء كانوا نواة الدعوة التي نشرت الإسلام في يثرب وتحولت بهم الجماعة الإسلامية المطاردة في مكة إلى دولة ذات عز وتمكين في المدينة المنورة.

4- عدد من أشراف قبائلهم وقومهم منهم سويد بن الصامت الشاعر وإياس بن معاذ وأبو ذر الغفاري والطفيل بن عمرو الدوسي سيد قبيلة دوس.

5- الإسراء إلى بيت المقدس والمعراج إلى الملأ الأعلى فدنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى.

2- السراج الثاني:العبودية أعلى مقام للبشر:

اعلم زادك الله علما: أن من علو قدر النبي- صلى الله عليه وسلم – عند ربه أنّ الله تعالى لا يخاطبه باسمه وإنما يخاطبه بوصف النبوة والرسالة بقوله: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ ﴾ [الأنفال: 64]، و﴿ يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ ﴾ [المائدة: 41] وإنما ذكر أسمه الشريف في خمسة مواضع من القرآن الكريم جاءت بصيغة الإخبار لا الإنشاء، قال تعالى: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ﴾ [الفتح:

وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ﴾ [الصف: 6] ولكن في آية الإسراء وصفه بوصف آخر، ألا وهو: وصف العبودية.

وحكمة ذلك والله اعلم أنَّ الإنسان الذي أسري به هو بشرٌ مثلُكم وهو محمد بن عبد الله- صلى الله عليه وسلم – وليخبرنا الله تعالى لو أن نبيكم رفع إلى السماء أو مشى على الماء أو طار في الهواء فهو عبد يتشرف بنسبته إليّ، ولا ينبغي لأحد أن يتعالى ويدّعي مقاما فوق الخلق فلا تضل به أمته فتجعله إلها يُعْبد حاشاه عن ذلك، كما ضلت أمة المسيح حيث ادّعته إلهاً.

وليثبت لنا أن العبوديةَ له هي أسمى المراتب التي يصلُ إليها الإنسان.. فالعبوديةُ لله عزّةٌ ما بعدها عزّة.. وعطاء ما بعده عطاء. إذن الحق سبحانه وتعالى يريد أن يلفتَ أنظارَنا إلى (أنّ العبودية له هي أعلى وسام ينعم الله به على الفرد، قال تعالى: ﴿ ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا ﴾ [الإسراء: 3]، وقال عن أيوب عليه الصلاة والسلام: ﴿ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴾ [ص: 44]، ألا ترى أنه لما ذكر موسى عليه السلام عند المناجاة باسمه فقال: ﴿ وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ ﴾ [الأعراف: 143].

قال أبو حيان: (لو كان لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – اسمٌ أشرف منه لسماه به في تلك الحالة).

قال ابن عجيبة: (العبودية أشرف الحالات وأرفع المقامات، بها شَرَفُ من شَرُفَ، وارتفعَ من ارتفعَ، عند الله، وما خاطب الله أحبَّاءه إلا بالعبودية، فقال تعالى: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا ﴾ [الإسراء: 1]، وقال: ﴿ وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ﴾ [ص: 45]، ﴿ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ﴾ [ص: 17]، ﴿ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ ﴾ [ص: 41]، ﴿ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴾[ص: 30]… إلى غير ذلك).

3- السراج الثالث: الثبات على الحق والتزام المبدأ:

ويتضح ذلك من المشهد الذيرآه النبي صلى الله عليه وسلم لماشطة ابنة فرعون، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَمَّا كَانَ اللَّيْلَةُ الَّتِي أُسْرِىَ بِي فِيهَا أَتَتْ عَلَىَّ رَائِحَةٌ طَيِّبَةٌ فَقُلْتُ يَا جِبْرِيلُ مَا هَذِهِ الرَّائِحَةُ الطَّيِّبَةُ فَقَالَ هَذِهِ رَائِحَةُ مَاشِطَةِ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ وَأَوْلاَدِهَا. قَالَ قُلْتُ وَمَا شَأْنُهَا قَالَ بَيْنَا هِيَ تَمْشُطُ ابْنَةَ فِرْعَوْنَ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ سَقَطَتِ الْمِدْرَى مِنْ يَدَيْهَا فَقَالَتْ بِسْمِ اللَّهِ. فَقَالَتْ لَهَا ابْنَةُ فِرْعَوْنَ أَبِى قَالَتْ لاَ وَلَكِنْ رَبِّى وَرَبُّ أَبِيكِ اللَّهُ. قَالَتْ أُخْبِرُهُ بِذَلِكَ قَالَتْ نَعَمْ. فَأَخْبَرَتْهُ فَدَعَاهَا فَقَالَ يَا فُلاَنَةُ وَإِنَّ لَكَ رَبًّا غَيْرِى قَالَتْ نَعَمْ رَبِّى وَرَبُّكَ اللَّهُ. فَأَمَرَ بِبَقَرَةٍ مِنْ نُحَاسٍ فَأُحْمِيَتْ ثُمَّ أَمَرَ بِهَا أَنْ تُلْقَى هِيَ وَأَوْلاَدُهَا فِيهَا قَالَتْ لَهُ إِنَّ ليَ إِلَيْكَ حَاجَةً. قَالَ وَمَا حَاجَتُكِ قَالَتْ أُحِبُّ أَنْ تَجْمَعَ عِظَامِي وَعِظَامَ وَلَدِى في ثَوْبٍ وَاحِدٍ وَتَدْفِنَنَا. قَالَ ذَلِكَ لَكِ عَلَيْنَا مِنَ الْحَقِّ. قَالَ فَأَمَرَ بِأَوْلاَدِهَا فَأُلْقُوا بَيْنَ يَدَيْهَا وَاحِدًا وَاحِدًا إِلَى أَنِ انْتَهَى ذَلِكَ إِلَى صَبِىٍّ لَهَا مُرْضَعٍ وَكَأَنَّهَا تَقَاعَسَتْ مِنْ أَجْلِهِ قَالَ يَا أُمَّهْ اقْتَحِمِي فَإِنَّ عَذَابَ الدُّنْيَا أَهْوَنُ مِنْ عَذَابِ الآخِرَةِ فَاقْتَحَمَتْ. أخرجه أحمد.

4- السراج الرابع:انتقال خلافة الأرض من الأمة المغضوب عليها و الأمة الضالة إلى الأمة الراشدة:

و هذه من حكم الإسراء إلى بيت المقدس مقر حكم النصارى و اليهود حيث قد افسدوا الحياة الدنية و الدنيوية و حادوا عن الصراط المستقيم إلى صراط المغضوب عليهم و الضالين فكان ذهاب النبي إلى هناك بمثالة حفل كبير جمع الأنبياء و المرسلين لنقل القيادة من بني إسرائيل إلى الأمة المحمدية.

• أنَّ القيادة الرُّوحيَّة للأمم قد ذهبتْ إلى غير رجعة مِن أيدي بني إسرائيل بعدَ أن كانتْ لهم زمانًا طويلاً.

• أنَّ الله – تعالى – نَزَع الملك من بني إسرائيل على البيت المقدَّس والمدينة المقدسة، لَمَّا زاد طغيانُهم وبُعدُهم عن شرْع الله – تعالى – الذي ارتضاه لهم، وأنَّ الأيَّام السود النَّحِسات قد كشَّرت عن أنيابها أيضًا للمسلمين القاطنين حولَه، ولا أظنُّ إلاَّ أنَّ الذين حولَه هم كلُّ المسلمين بديارهم، وكل أوطانهم، بسبب بُعْدِهم عن الله أيضًا؛ قال الله – تعالى -: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ [طه: 124].
وليس هناك في الضنكِ من معنًى أسوأ منه في جانب العِزَّة الضائعة، والأوطان المستباحة، والكرامة المُهْدَرة، فهي إذًا سُنَّةٌ من الله ماضية بأنَّ مَن أعرض عن الهُدَى أُورِثَ الضلالَ والضنك.

السراج الخامس: ارث الأمة الإسلامية للمسجد الأقصى:

ومِن ذِكْرى الإسراء والمعراج يجب ألاَّ ننسى أنَّ القدس وديعةُ سيِّدنا رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – لكلِّ المسلمين، ففي درج البيان الذي يَشرحُ التاريخَ رسالةٌ هامَّةٌ لكلِّ مسلم: أنَّ عليه واجبًا نحوَ البيت المقدس أيًّا كان موقعُه وموضعُه، وفحواها:

• أنَّ التاريخَ قد سجَّل منذُ أزمان أنَّ أمير المؤمنين عمر بن الخطَّاب قد فَتَحها، وأنَّ صلاح الدِّين الأيوبيَّ قد حرَّرها، فسجِّلوا أنفسكم في ديوان النصر، فإنَّه قادم لا محالة، وقد يُبطئ زمنًا؛ لكن له موعدٌ قدَّره ربُّنا الرحمن – سبحانه.  فالقدس قدسية إسلامية، وهي تمثل في حس المسلمين ووعيهم الإسلامي:  1

-القدس: القبلة الأولى:  أول ما تمثله القدس في حس المسلمين وفي وعيهم وفكرهم الديني أنها القبلة الأولى التي ظل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه يتوجهون إليها في صلاتهم منذ فرضت الصلاة ليلة الإسراء والمعراج وظلوا يصلون إليها في مكة، وبعد هجرتهم إلى المدينة، حتى نزل القرآن يأمرهم بالتوجه إلى الكعبة، كما قال تعالى: ﴿ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ * وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 149، 150].

 

2- القدس ثالث المدن المعظمة:  القدس ثالث المدن المعظمة في الإسلام فالمدينة الأولى هي مكة المكرمة، التي شرفها الله بالمسجد الحرام، والمدينة الثانية هي طيبة (أي المدينة المنورة)، التي شرفها الله بالمسجد النبوي، والتي ضمت قبره – صلى الله عليه وسلم -، والثالثة مدينة القدس، التي شرفها الله بالمسجد الأقصى  وقد أعلن القرآن عن أهمية المسجد الأقصى وبركته، قبل بناء المسجد النبوي، وقبل الهجرة بسنوات، والإسلام حين جعل المسجد الأقصى ثالث المسجدين العظيمين في الإسلام، وبالتالي أضاف القدس إلى المدينتين الإسلاميتين المعظمتين (مكة والمدينة) ليقرر مبدأً هاماً من مبادئه، وهو أنه جاء ليبني لا ليهدم، وليتمم لا ليحطم، فالقدس كانت أرض النبوات، والمسلمون أولى الناس بأنبياء الله ورسله كما قال الرسول – صلى الله عليه وسلم – ليهود المدينة: ((نحن أولى بموسى منكم)).  القدس أرض النبوات والبركات:  القدس هي جزء من أرض فلسطين، ولقد وصف الله هذه الأرض بالبركة في خمسة مواضع في كتابه العزيز:-  أ‌- ﴿ الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ﴾ [الإسراء: 1]في سورة الإسراء حين وصف المسجد الأقصى بهذا.  ب‌- ﴿ وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 71]

حين تحدث في قصة خليله إبراهيم.   ت‌- ﴿ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ ﴾ [الأعراف: 137] في قصة موسى حيث قال هذا عن بني إسرائيل بعد إغراق فرعون وجنوده.   ث‌- ﴿ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 81] وهذا في قصة سليمان وما سخر الله له من ملك لا ينبغي لأحد بعده ومنه تسخير الريح.  ج‌ – ﴿ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ ﴾ [سبأ: 18]في قصة سبأ وكيف من الله عليهم بالأمن، فهذه القرى التي بارك الله فيها هي قرى الشام وفلسطين.

6- السراج السادس إن صلاة النبي – صلى الله عليه وسلم – بالأنبياء إماما لهم في بيت المقدس:

 

دليل على وحدة الأديان السماوية، وأنها كلها من مشكاة واحدة، وأن الدين الخاتم، الذى نسخ الأديان قبله، وأصبح على كل من عرفه أن يؤمن به هو الإسلام. قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 85]. ويقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: “والذي نفسي بيده، لو كان موسى حيا، ما وسعه إلا أن يتبعني” حسنه في الإرواء.ويحسم هذه المسألة قول النبي – صلى الله عليه وسلم – الصريح:

“وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لاَ يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ: يَهُودِيٌ وَلاَ نَصْرَانِيٌ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلاَّ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ” مسلم. فهل هو دين واحد، نسعى لإقناع غيرنا به بالتي هي أحسن، أم هو التعايش بين الإسلام وأديان أخرى تناقض التوحيد، وتشرك برب العالمين؟.

القدس أرض النبوات والبركات:  القدس هي جزء من أرض فلسطين، ولقد وصف الله هذه الأرض بالبركة في خمسة مواضع في كتابه العزيز:-  أ‌- ﴿ الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ﴾ [الإسراء: 1]في سورة الإسراء حين وصف المسجد الأقصى بهذا.  ب‌- ﴿ وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 71] حين تحدث في قصة خليله إبراهيم.  ت‌- ﴿ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ ﴾ [الأعراف: 137] في قصة موسى حيث قال هذا عن بني إسرائيل بعد إغراق فرعون وجنوده.  ث‌- ﴿ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 81] وهذا في قصة سليمان وما سخر الله له من ملك لا ينبغي لأحد بعده ومنه تسخير الريح.  ج‌ – ﴿ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ ﴾ [سبأ: 18]في قصة سبأ وكيف من الله عليهم بالأمن، فهذه القرى التي بارك الله فيها هي قرى الشام وفلسطين.

 

6- السراج السادس إن صلاة النبي – صلى الله عليه وسلم – بالأنبياء إماما لهم في بيت المقدس:  دليل على وحدة الأديان السماوية، وأنها كلها من مشكاة واحدة، وأن الدين الخاتم، الذى نسخ الأديان قبله، وأصبح على كل من عرفه أن يؤمن به هو الإسلام. قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 85]. ويقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: “والذي نفسي بيده، لو كان موسى حيا، ما وسعه إلا أن يتبعني” حسنه في الإرواء. ويحسم هذه المسألة قول النبي – صلى الله عليه وسلم – الصريح: “وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لاَ يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ: يَهُودِيٌ وَلاَ نَصْرَانِيٌ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلاَّ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ” مسلم. فهل هو دين واحد، نسعى لإقناع غيرنا به بالتي هي أحسن، أم هو التعايش بين الإسلام وأديان أخرى تناقض التوحيد، وتشرك برب العالمين؟.

السابع الأعلام المضلل و اثره في قصة الإسراء و المعراج:  فقد روى ابن عبَّاسٍ قال: قال رسول الله: “لَمَّا كَانَ لَيْلَةُ أُسْرِيَ بِي وَأَصْبَحْتُ بِمَكَّةَ فَظِعْتُ بِأَمْرِي، وَعَرَفْتُ أَنَّ النَّاسَ مُكَذِّبِيَّ”. فَقَعَدَ مُعْتَزِلاً حَزِينًا، قَالَ: فَمَرَّ عَدُوُّ اللَّهِ أَبُو جَهْلٍ، فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ كَالْمُسْتَهْزِئِ: هَلْ كَانَ مِنْ شَيْءٍ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: “نَعَمْ”. قَالَ: مَا هُوَ؟ قَالَ: “إِنَّهُ أُسْرِيَ بِي اللَّيْلَةَ”. قَالَ: إِلَى أَيْنَ؟ قَال: “إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ”. قَالَ: ثُمَّ أَصْبَحْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْنَا؟ قَالَ: “نَعَمْ”. قَالَ: فَلَمْ يَرَ أَنَّهُ يُكَذِّبُهُ مَخَافَةَ أَنْ يَجْحَدَهُ الْحَدِيثَ إِذَا دَعَا قَوْمَهُ إِلَيْهِ، قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ دَعَوْتُ قَوْمَكَ تُحَدِّثهُمْ مَا حَدَّثْتَنِي؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: “نَعَمْ”. فَقَالَ: هَيَا يَا مَعْشَرَ بني كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ. حَتَّى قَالَ: فَانْتَفَضَتْ إِلَيْهِ الْمَجَالِسُ وَجَاءُوا حَتَّى جَلَسُوا إِلَيْهِمَا. قَالَ: حَدِّثْ قَوْمَكَ بِمَا حَدَّثْتَنِي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: “إِنِّي أُسْرِيَ بِي اللَّيْلَةَ”. قَالُوا: إِلَى أَيْنَ؟ قُلْتُ: “إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ”. قَالُوا: ثُمَّ أَصْبَحْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْنَا؟ قَالَ: “نَعَمْ”. قَالَ: فَمِنْ بَيْنِ مُصَفِّقٍ وَمِنْ بَيْنِ وَاضِعٍ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ مُتَعَجِّبًا لِلْكَذِبِ زَعَمَ قَالُوا: وَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَنْعَتَ لَنَا الْمَسْجِدَ؟ وَفِي الْقَوْمِ مَنْ قَدْ سَافَرَ إِلَى ذَلِكَ الْبَلَدِ وَرَأَى الْمَسْجِدَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: “فَذَهَبْتُ أَنْعَتُ، فَمَا زِلْتُ أَنْعَتُ حَتَّى الْتَبَسَ عَلَيَّ بَعْضُ النَّعْتِ – قَالَ – فَجِيءَ بِالْمَسْجِدِ وَأَنَا أَنْظُرُ، حَتَّى وُضِعَ دُونَ دَارِ عِقَالٍ أَوْ عَقِيلٍ، فَنَع

 

 

 

اضف تعليق