طبيعة العلاقات التى يبنيها الإنسان مع الأخرين ومدى تأثيرها على صاحبها ذاتياً ونفسياً | صوت مصر نيوز

الخميس 05-07-2018 00:12

الانسان

 

بقلم محمد سيد



تتعدد علاقات الإنسان مع الأخرين بشكل طبيعي في المجتمع، منذُ سن الصغر إلى أن يصل لــ سن الشيخوخة، فكل مرحلة يتم إقامة علاقات مع بنى البشر من خلال ما يقوم به الإنسان خلال مراحل عمره، بدايةً من مجالس العلم والالتحاق بالمدارس والمعاهد بمختلف مراحلها مرورًا بالجامعات، حتى في ميادين العمل أيضًا يتم بناء علاقات جديدة وعديدة ومختلفة،إذًا العلاقات عبارة عن عملية متجددة تعمل بشكل دوري في كلِ وقتٍ وحين ..
طبيعة العلاقات تتشكل في كونها علاقات سطحية وأخرى عميقة، وتحدثنا مُسبقاً أن العلاقات تُعد عاملًا أساسيًا في تكوين الصداقات وهي العلاقات الأكثر تشابكًا وترابطاً في المجتمع، والعلاقات على شقيها لها سلبيات وإيجابيات، وتختلف طبيعة العلاقات السطحية عن العميقة أو المتقاربة من حيث عيوبها ومُميزاتها، فالعلاقات السطحية -والتى تنطبق تحت مفهوم (المعارف)- لها مميزات متعددة كونك معروفًا بين فئة من الأشخاص المتواجدون في منطقة سكنك، أو في ميدان عملك، أو فى المدارس والجامعات خلال مرحلة دراستك، كونك محبوبًا بينهم لِحسن المعاملة الطيبة والسيرة الحسنة، وغالبًا يُعد هذا النوع من العلاقات ناجح بشكل كبير فى تكوين العلاقات والأكثر ثباتاً فى إظهار شخصيتك لدى الأخرين دون التعمق فيها، وهذا لا يعني بالتأكيد إنعدام العلاقات المتقاربة بل إن وجودِها ضرورياً في الحياة مع مراعاة قلتِها، وعلى الجانب الآخر تبدو العلاقات المتقاربة أكثر تعقيدًا إذا كَثُرت وتفرعت، وغالبًا كثرة العلاقات المتقاربة تؤدي إلى هلاك صاحبِها لِما لها من سلبيات عديدة تتمثل فى الضغوط والأعباء النفسية بمعنى أن العلاقات المتقاربة لدى صاحبها تُلزمهُ بأشياء عديدة منها الاهتمام بكل ما يخُص هؤلاء، والتواجد والحضور بينهم بأي وقتٍ كان والإنشغال بأحوالهم وظروفهم ومشاكلهم، في حين إذ تخلفت وانفردت لأمرٍ ما، لن تسلم منهم.والأمر ليس هكذا فحسب بل هو أعمق من ذلك بكثير إِذ أن العلاقات المتقاربة تؤدي أحيانًا إلى الخصومة والحقد وظهور المشكلات بين هذه الفئة تحديدًا ، لذلك نَجزم بأن العلاقات المتقاربة من أهم سلبياتها -كثرتها- على عكس قلتِها التى تُظهر مميزات هذه العلاقات الناتج عنها علاقات الصداقة والأخوة الحقيقية ..



وتختلف علاقات الإنسان مع الآخرين بحسب طبيعة كل شخص، هناك مَنْ يرغب ببناء علاقات عديدة ولا يضع حدوداً لها، ولا يضع نظامًا معينًا للعلاقات المتقاربة، والقاعدة تقول (أختر دائمًا أهل الثقة، ولا تُكثر منهم، فكلما كان عددهم أقل كانت العلاقات أكثر صدقاً)، وهناك من لا يريد الإختلاط بالأخرين نهائياً وهذا على حد التعبير ليس شخصاً إنطوائياً كما يصفه البعض، بل هو المُدرك للحقيقة القائلة بأن (معرفة الناس ليس إلا ضجيجاً فى الرأس، وأن راحة النفس تكمن فى عدم الاختلاط بالآخرين) وهذا ليس صحيحًا وإن كانت الراحة مطلوبة فلابد أيضًا من إقامة العلاقات، وهناك مَنْ يقلل مِنْ علاقاته بالآخرين بشكل عام، ويضع شروطاً ومعايير ثابته عند بناء علاقات متقاربة أو حتى سطحية ويعد هذا الأساس الأكثر تنظيماً فى تكوين العلاقات، فالبشر على اختلاف طبائعهم وثقافتهم يختلفون فى إقامة وبناء وتنظيم العلاقات، وعلى هذا الأساس لابد من إقامة العلاقات لأنها من أهم عوامل إستمرارية الحياة وعن طريقها يتم تكوين الصداقات والأسر .

 

اضف تعليق