الراحل الدكتور لطفي سليمان.. استعان به محافظ الفيوم لإخماد الفتنه الطائفية بسنورس

الثلاثاء 01-03-2022 00:10

الدكتور لطفي سليمان

صوت مصر نيوز

ما من احد فى الفيوم – و حتى اليوم – إلا و يذكر الدكتور لطفي سليمان بالخير دائما هذا الرجل ؛ الطبيب الذى اعطى لمهنة الطب كل ما يملك والذى إلتزم بهموم وطنه و الانسان الذى احب الناس فقابلوه بقدر من الحب لم يحظ به غيره ؛ كان يعرف قيمة الحق فألتزم به ٠ ٠ عارض بنبل الفرسان ؛ وكان همه الأول أن يحيا الإنسان حياة كريمة ؛ كان أبا لشباب الأطباء و السياسين على حد سواء ؛ لم يحرص على جمع المال رغم ان الثراء كان متاحا له من الف باب ؛ رفض المناصب و الوجاهه و إنحاز إلى الفئات الفقيرة و المهمشه ؛ و إختار أن يعمل فى الفيوم و ليس القاهرة حتى يستفيد منه أهالى محافظته إذ كان عدد الأطباء فى ذلك الوقت قليل جدا ٠
ولد يوم ٨ / ٥ / ١٩٣٦ فى مدينة سنورس لأسرة دينية تربى فيها على سماحة الاسلام و أستقى منها العادات و التقاليد المصرية الاصيلة ؛ و تلقى تعليمه قبل الإبتدائي بالكتاب فاتم حفظ كتاب الله ثم استكمل تعليمه الإبتدائي و حتى الثانوى بمدارس سنورس ( كان تلميذا لوالدى خلال تلك المرحلة حيث كان الوالد – رحمه الله – يعمل مدرسا فى سنورس فى تلك الفترة ؛ ظلت علاقته و زيارته للوالد بصفه مستمرة حتى وفاة والدى ) ٠ ٠ و فى الثانوية العامة كان الأول على محافظة الفيوم و اول من إلتحق بكلية طب القصر العينى من ابناء سنورس و تخرج فى شهر ديسمبر ١٩٦٠ ؛ و حصل الدكتور لطفى سليمان على درجتى الماجستير و الدكتوراة فى الجراحة و كان محبوبا من ابناء بلدته و أبناء المهنه ؛ و التحق بالخدمة العسكرية بسلاح البحرية مما جعله يتعلم الصبر والدقة ٠ و تزوج الدكتور لطفى سليمان الدكتورة / آمال على موسى التى وقفت بجانبه و ساندته فى كل مراحل عمله و انجبت من الاولاد ثلاثة تجلت فيهم شخصية الاب العظيم و الام المثالية ٠٠ وكان رائد الجراحة بمحافظة الفيوم تعلم على يديه أجيال من الجراحين لم يبخل بالعطاء العلمى و الخبرة لهم ؛ وحتى الاطباء من التخصصات الاخرى تعلموا منه إذ كان علمه غزيرا يقرأ حتى فى التخصصات الاخرى و يحضر الموتمرات و يتابع أحدث ما وصلوا إليه فى الجراحة ٠ ونظرا لعطائه المستمر و ارتباط الاطباء به تم إختيارة نقيبا لأطباء الفيوم من سنة ١٩٨٩ و حتي سنة ١٩٩٤ ٠
وعلى الصعيد السياسى كان عضوا بمجلس الامة عام ١٩٦٨ و حتى ١٩٧١ و كان أصغر أعضاء مجلس الامة سنا ( ٣٢ عاما ) ؛ كما كان أول طبيب يدخل مجلس الأمة ؛ حتى حدثت حركة ١٥ مايو ١٩٧١ التى تزعمها الرئيس الراحل / أنور السادات و تمت إقالة بعض أعضاء مجلس الأمة كان من بينهم الدكتور / لطفى سليمان ؛ حيث كان هو و ٩ من أعضاء البرلمان من رفضوا إقالة ( لبيب شقير ) الذى أصدر السادات قرارا بإقالته فى أحداث ثورة التصحيح ١٥ مايو ١٩٧١ ٠ ٠ وخاض الدكتور / لطفى سليمان إنتخابات مجلس النواب مرتين بعد ذلك فى أعوام ١٩٧٩ و ١٩٩٥ ولكن لم يحالفة الفوز لظروف خارجة عن أرادته ولكن ظل إرتباطه بالناس قويا و أرتباط الناس به و كان له دور هام فى التصدى للأحداث الطائفية بمدينة سنورس فى أواخر الثمانينات و أستعان به الدكتور ” عبد الرحيم شحاته ” محافظ الفيوم السابق لينهى هذه الأحداث ونجح الدكتور / لطفى سليمان فى السيطرة على الأ وضاع و أنصتت له الجماهير وعاد الأمن و الأمان إلى مدينة سنورس بفضل ذلك الرجل العظيم ٠ ٠ و أيضا شارك فى تأسيس حزب التجمع و كان أمين الحزب بمحافظة الفيوم ( ١٩٧٦ حتى ١٩٩٢ ) ثم إنتقل إلى الحزب الناصرى ( ١٩٩٢ حتى ١٩٩٦ ) ٠ ٠ و كان له نشاط واسع فى المنظمة المصرية و العربية لحقوق الانسان ؛ وحين ثار الصيادون عام ١٩٨٥ تبنى مشكلتهم و تابع حلها مع المسئولين و سافر بهم إلى القاهرة بسيارات على نفقته و قابلوا وزير الداخلية و تم حل جميع مشاكل الصيادين مع كل الجهات المسؤله و كان فى ذلك نصره للصيادين ٠ و كان يقول دائما : ” نحن مستمرون فى العمل الخدمى للبسطاء و العمل السياسى سواء داخل المجلس او خارجه ٠ ”
وقد أشرف الدكتور / لطفى سليمان على كثير من رسالات الماجستير و الدكتوراة و له ابحاث علميه عديدة نشرت فى كثير من المجلات العلمية كما يذكر له تأليفه لكتاب عن الأبر الصينية ٠
* رحل الدكتور / لطفى سليمان عن عالمنا فى ٢١ / ١ / ٢٠٠٢ و ودعته الألاف فى مشهد مهيب لم تشهده الفيوم من قبل و دفن بمدينة سنورس ؛ و تكريما له أطلق أسمه على مدرسة سنورس الثانوية ٠
دعوة لكل شباب الاطباء الإقتداء بهذا النموذج المشرف لأطباء مصر ٠مع كل التمنيات بالتوفيق و السداد لكل الزملاء الاطباء ٠
الدكتور لطفي سليمان

اضف تعليق