تقوي مجدي تكتب.. “الصراع على الخلافة” | صوت مصر نيوز

السبت 23-10-2021 01:03

تقوي

بقلم: تقوى مجدي




بينما نعتقد جازمين بأننا نعيش في مجتمعات مُسلمة ونمارس إسلامنا بكامل الحرية، ونؤمن بالتعددية وحرية المذاهب التي كفلها الله لعباده، إلا أن أدبيات الإسلام السياسي دأبت على التأكيد على جاهلية المجتمعات العربية مما يفضي بالمتلقي إلى تكفير مجتمعه إن لم تكفرها أدبياتُهم صراحة وتندب الناس إلى ذلك.




أدبيات شحنت الشباب من خلال كتاباتهم وقنواتهم ومواقعهم ضد الحكومات والشعوب، فانخرط بعضهم في جماعات إرهابية تقتل وتفسد بحجة الجهاد وإقامة شرع الله، حجة بلغت من الضلال درجة غير مسبوقة، فقد قدموا قتال الأنظمة العربية على قتال المحتل، والبعض الآخر هرب إلى تركيا أو بلاد الغرب التي يصنفوها بالكفر ومارسوا من هناك الهجوم والتأمر على بلدانهم ليلًا و نهارًا، بل تحالفوا مع الشيطان ضد أوطانهم، مدعين أن ذلك في سبيل الله، وأن هدفهم إنشاء دولة الإسلام الحق من وجهة نظرهم.




كما سعوا للخلافة الإسلامية كبديل للأنظمة العربية، فتارة يلبسونها للبغدادي الهالك وأخرى يهبونها لغيره من مؤسسين القاعدة و داعش، كما انهم يتوافدون على تركيا جماعات وأفرادًا يتحلقون هناك، يلبسون أردوغان رداء الخلافة ويمدحونه؛ ويجتهدون في دعم الاقتصاد التركي ويبثون له الدعايات عبر إعلامييهم المتلونين.

هناك منهم جماعات آخرى متربصون يدعون أنهم ممسكون بجمرة المؤمن بيده صابراً محتسباً، كما انهم يوزعون الفسق والفجور على من يخالفهم الرأي ثم سكتوا ليس ولاءً وإنما رغبة في السلامة، ولقد رأينا نماذج منهم بُثت محاكماتهم «شهاداتهم» علانية لتبين للناس نفاقهم وكيف أنهم تبرأوا من أتباعهم في الدنيا قبل الآخرة واتهموهم بالضلال، كما أن تلك الأصناف قلة بدأت تتكشف أوراقها ويظهر تلونها وزيفها.

هذه الفئات احتفلت بانسحاب أمريكا من أفغانستان واعتبرت ذلك نصرًا للإسلام وتمكينًا لأولياء الله في أرضه، مادامت تلك رؤيتهم وهذا تفسيرهم للأحداث، فقد وجب عليهم الهجرة لأفغانستان التي تمثل دولة الإسلام في وجهة نظرهم.

فقد كان الصومال مرتعًا لأصحابهم منذ عقود فهو يغص بالتكفيريين من نظرائهم، هناك يتواجد «شباب الجهاد» و«الشبيبة» والحزب الإسلامي، فما الذي يمنعهم من الهجرة.
إن ما يحدث في الصومال يمثل مستقبل كل الحركات الإسلامية لأنها حركات ضلال، ولو خلت الساحة لحركة إسلامية واحدة لتقطعت إلى فرق يكفر بعضها بعضًا ويقتل بعضها بعضًا.
ليس أمام الإسلاميين من خيار بعد أن استقر الحكم في أفغانستان سوى الهجرة لها أو السقوط المدوي لكل داعي الخلافة والجهاد ودولة الإسلام.

اضف تعليق