أعداء الإعلام لـ تقوي مجدي | صوت مصر نيوز

السبت 20-02-2021 00:19

تقوي

بقلم تقوى مجدي




الإعلام هو القوة الناعمة الضاربة التي أصبحت واحدة من أهم القوى والآليات التي يتم من خلالها تشكيل الصور الذهنية في عقول الجمهور، و توصيل الحقائق والمعلومات التي من شأنها مساعدة الدولة ذاتها في توصيل رسالتها وحماية مواطنيها من تبعات الغزو الفكري، كما يعد أحد أسلحتها المعنوية في الرد على أعداء الأمة وكشف أكاذيبهم، ولهذا يعتبر إعلام كل دولة بمثابة حصنها القومي الذي يرقى لأن يعد أحد جوانب أمنها القومي ذي الأهمية البالغة.




ما يهمنا هنا هو مجرد إلقاء الضوء على الإعلام باعتباره صناعة، فالإعلام لم يعد مجالاً للهواة من راغبي التفسير عن مشاعرهم، كما أنه ليس منبراً لكل من تخطر على باله فجأة خاطرة عابرة سطحية، فالإعلام الآن صناعة بكل ما تحمله الكلمة من معان وتداعيات، لها روادها ومؤسساتها الأكاديمية ووسائلها التقنية الخاصة، إضافة إلى كونها صناعة واسعة تستهدف جمهوراً عريضاً يضم جميع الشرائح تتحدث بكل تعبيرات ومشاعر ومختلف العقول والبشر، وترتبط بصورة قوية بالتكنولوجيا المتقدمة التي تتخذ أشكالاً مختلفة بتفاوت وسيلة التواصل ذاتها، سواء كانت مسموعة أو مقروءة أو مرئية أو حتى واحدة من وسائل التواصل الاجتماعي المنتشرة.

لاشك لدينا أن الوصف الذي تم إطلاقه على الصحافة باعتبارها سلطة رابعة لم يأت من فراغ، فالإعلام في وقتنا الراهن هو سلطة مساءلة تعد الكثير من الحكومات بها، فيجب على كل إعلامي أن يفهم رسالته ويعي مسؤولياته ويقدر الدور المنوط به تنفيذه.
غير أنه من المؤسف أن يعتقد البعض أن الإعلام ليس أكثر من منصة تهدف لاكتساب الشهرة السريعة، وهذا البعض هو من يصح وصفهم بأنهم دخلاء على المجال الإعلامي، والذين ينتشرون من خلال الانترنت من المنتفعين الذين يسيئون لمهنة الإعلام ولا يقدمون للمواطن شيئاً مفيداً يذكر، فكل ما تكتبه أقلامهم ليست أكثر من خواطر عامة صادفتهم خلال يومهم، ولم يبذلوا جهد في ثُقل خبراتهم الثقافية من خلال القراءة أو المتابعة الجادة لأحدث الأخبار والتقارير عما يدور حولهم في العالم.

من الملاحظ أن هذه الفئة تكتب دوماً العناوين الجذابة اللافتة للأنتباه، التي تشد القارئ وتجذب انتباهه، وعندما ينتهي القارئ من قراءة المقالة حتى يبلغ منه عدم الفهم وربط الكلمات والاحداث، ويجد نفسه مصاباً بملل شديد وغير قادر على إكمال ما بدأ قرأته، فقد يهاجم بعض الأشخاص المقالات أو الأفكار دون سند أو حجة، وقد يمدح البعض الآخر بدونها أيضاً، ولعله إن قام بكتابة سطر فسوف ينساه على الفور!.

من المهم الحفاظ على رونق المحتوى الإعلامي السليم دون عبث، ولا يأتى ذلك إلا من خلال القراءة المكثفة ومتابعة الأخبار من خلال جميع وكالات الأنباء؛ سواء كانت محلية أو إقليمية أو دولية، مع التوسع في قراءة التاريخ والتعمق في فهم التحليلات والنقد المصاحب له، وما سبق ذكره الآن ليس إلا أحد الجوانب المساهمة في تشكيل وصياغة المحتوى الإعلامي المناسب والملائم لعالم أشبه اليوم بقرية صغيرة، غير أن كل ما يهمنا هنا هو إلقاء الضوء على أهمية التركيز على كيفية صناعة محتوى إعلامي راقٍ مدعم بالأدلة الموثقة، وتوضيح الأسس التي تشكل المحتوى الإعلامي الهادف للوصول للحقيقة بعيداً عن الباحثين عن أضواء الشهرة الرخيصة.

اضف تعليق