وزير الخارجية الأمريكي يقوم بجولة في مستوطنة إسرائيلية بالضفة الغربية المحتلة | صوت مصر نيوز

السبت 21-11-2020 22:18

تقرير: تقوى مجدي

قام وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، بجولة في مستوطنة إسرائيلية بالضفة الغربية المحتلة، وذلك في سابقة لمسؤول أمريكي رفيع المستوى.
وتأتي زيارة بومبيو إلى مستوطنة بسجوت بعد سنة من تصريح قال فيه إن المستوطنات لا تشكل انتهاكا للقانون الدولي، مخالفا بذلك موقف الولايات المتحدة الثابت منذ فترة طويلة بهذا الشأن.، وحول تداعيات هذه الزيارة وتحليل ما نتج عنها، يقول الباحث السياسي ، محمد نبيل البنداري في تصريحات لجريدة الوطن..
أن هذه الزيارة هي استكمالاً لمسيرة السياسة الخارجية الأمريكية فمنذ أن جاءت إدارة الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض وحتى وقتنا الحالي وهي مقبلة على تسليم السلطة للرئيس بايدن المنتخب، تحاول نسف المعايير الدولية أو النظام الدولي المتعارف عليه منذ إنتهاء الحرب العالمية الثانية، وهو ما ظهر جلياً من خلال إعادة هيكلة السياسة الخارجية الأمريكية خصوصاً في ملف القضية الفلسطينية.
ويستكمل البنداري حول هذا الموضوع ويقول يمكن قراءة زيارة بومبيو وزير الخارجية الأمريكي إلى الجولان المحتل من خلال ثلاث قراءات:
– أولاً وهي محاولة تثبيت السياسة الخارجية الأمريكية في هذا المنحى أي أن وضع منطقة الجولان لا يمكن المساس بها وأنها منطقة إسرائيلية حيث أن زيارة بومبيو ومن قبله الرئيس ترامب في وقت سابق تؤكد ذلك.
– ثانياً: وهو في إتجاة منافي للتفسير الأول وهو استعمال هذه الزيارة كإشارة للجانب السوري لربما للضغط عليه للدخول فيما يسمى التطبيع مع الجانب الإسرائيلي. ولكن هنا لابد من طرح سؤالاً وهو هل يمكن وضع الجولان كورقة من الجانب الإسرائيلي يمكن التفاوض بها مع سوريا مقابل التطبيع مع الكيان الإسرائيلي؟ والإجابة هي نعم.. كما تم عرض ذلك من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحاق رابين ١٩٩٤، حينما أبلغ الرئيس مبارك أنه مستعد أن يتم إسترجاع الجولان المحتل للجانب السوري مقابل فتح سفارة إسرائيلية في دمشق وسفارة سورية في تل أبيب؟ أي أن يكون هناك تبادل دبلوماسي ومن ثم تطبيع للعلاقات وهذا ما قاله الرئيس مبارك في مقابلة تليفزيونية سابقة. ووافق عليه الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد ولكن لم تتم كما خطط لها بسببب اغتيال إسحاق رابين.
– ثالثاً: رسالة واضحة لإيران أن الإدارة الأمريكية لازالت تقف بشكل واضح مع الكيان الإسرائيلي ومع حق الدفاع عن حقوق إسرائيل في العمق السوري وظهر ذلك من خلال توجيه ضربات لمواقع إيرانية في محيط دمشق قبل مجيئ السيد بومبيو إلى الجولان بساعات قليلة.
ثم يأكد الباحث السياسي أن تلك الزيارة لها تفسيرات كثيرة ولكن من أبرز هذه التفسيرات ما تم ذكره ولكن يمكن القول أيضاً أن هذه الزيارة تأتي في سياق تصعيب الخيارات على إدارة بايدن القادمة أي أن هناك ثوابت تم الوقوف عليها بخصوص السياسة الخارجية الأمريكية سواء تجاة سوريا أو حتى بخصوص الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ومن ثم سيضع إدارة بايدن في موضع (الثبات) بأنه لن يستطيع أن يلغي أو يتنازل عن ما قدمته إدارة ترامب للجانب الإسرائيلي.

ويجيب البنداري على سؤال هل هناك توافق فلسطيني داخلي ؟
يقول في الأسابيع الماضية كان هناك تردد من قبل وفد حماس على القاهرة، وتختلف هذه الزيارة كلياً من حيث التوقيت عن باقي الزيارات التي قامت بها حماس للقاهرة وتعتبر تلك الزيارة في خضم حالة سيئة تمر على القضية الفلسطينية، فمن حيث المضمون هناك نوع من النشاط في الداخل الفلسطيني بين فتح وحماس ورغبة متبادلة على استكمال ملف المصالحة بين الجانبين مع الأخذ في الإعتبار للدور المصري التاريخي بخصوص القضية الفلسطينية وعملية التوفيق بين الجانبين، لأن هناك مطالب متكرره من جانب فتح لحماس على تسليم قطاع غزة والسلاح للحكومة الفلسطينية ولكن دون جدوى منذ عام ٢٠٠٧ وتعمل القاهرة على ذلك الملف. ولكن من المتوقع في الفترة القادمة أن يكون هناك نوع من التقدم وكذلك النضج في هذا الملف وهذا بناء على ترأس الرئيس الفلسطيني في الثالث من الشهر الماضي اجتماعاً للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في رام الله وبيروت عبر الإنترنت، وبينها “فتح” و”حماس”، لأول مرة منذ سنوات طويلة. ونتج عن ذلك مبادرة عن إجراء انتخابات تشريعية ثم رئاسية وأخرى لمنظمة التحرير خلال مدة 6 أشهر القادمة.
بالتالي هناك رغبة من قبل الجانبين الفلسطينيين على مواجهة ما يسمى صفقة القرن وعمليات التطبيع العربي الإسرائيلي.

اضف تعليق