التعليم عن بُعد | صوت مصر نيوز

الجمعة 18-09-2020 02:03

 

 

 

بقلم تقوى مجدي

 

 

من بديهيات التقدم الإنساني والحضاري بالتنمية البشرية لأنها حجر الزاوية للتنمية الشاملة وتطوير البنية التعليمية، هو أهم مفاتيحها حيث إن التعليم عن بعد أصبح من أهم مستجدات هذا الزمن؛ وقد فرضها الواقع المعاصر بأن نتعامل مع وضع جديد أحدث ثورة متسارعة ونقله من التعليم التقليدي إلى نمط تعليمي غير تقليدي بشكل تفاعلي، تعاوني، تشاركني، وظهرت مؤخراً الفصول الإلكترونية الذكية لضمان نجاحها وتلبية احتياجات الطلاب العلمية والتعليمية والنفسية فيجب الإنتباه على البيئة الخارجية بالطلاب داخل المنزل والتواصل والتكامل بين المدرسة وولي الأمر.

وبالنسبة للبيئة الداخلية ترتبط بنجاح تفاعل المعلم مع الطالب ومستوى نسبة التواصل والقبول بينهما، والنجاح لا يتم إلا بترابط العوامل بعضها ببعض فتهيئة البيئة الخارجية أولاً لتحقيق التفاعل الإيجابي داخل البيئة الداخلية ثانياً.

يعتبر التعليم عن بعد نقلة نوعية لجيل المستقبل بما يتوافق مع تطلعات مستقبلية 2030 وتنمية مهارات القرن 21 فالتغيير الذي طرأ في هذه الفترة في حياة (المعلم، الطالب، المنهج، المكان) كان سبباً في إحداث مفارقات ساهمت بتغيير قوانين العلمية والتعليمية من خلال توظيف التقنيات بجميع أنواعها كمصادر تساهم في توسعة مدارك الطلاب بدلاً من مصادر محدودة وتطوير مهارات التفاعل مع التقنية وتوظيفها بالعمليات التعليمية؛ ساهمت بتنمية المهارات فأصبح المعلم تقنياً، والطالب توسع بتلقي مصادر المعرفة عبر التعليم الذاتي حيث يؤثر ويتأثر بلا حدود ولا قيود تعد من قدراته المعرفية.

لو خُيرت الطلاب بين أن يكون التلميذ دون دراسة أو الدراسة عن بُعد لكان جواب كل عاقل أن الدراسة عن بُعد هي الخيار الأفضل، وهذا ما قامت به دول العالم خلال أزمة كورونا، أن البعض بدأ يناقش جدلية أن يكون التعليم عن بُعد هو الأساس حتى في الأحوال الطبيعية، ويوجد بعض الأفكار تتناول في عقول الجميع .
النمط من التعليم لا يحقق نتائج إيجابية في مراحل التعليم الأولى من رياض الأطفال حتى الصف الخامس، وقد يحقق بعض النتائج في المراحل المتقدمة، لك أن تتصور أن يبدأ الطفل سنته الأولى في رياض الأطفال عن بُعد، من سيعلمه السلوكيات الصحية؟ وكيف سيتعلم مبادئ القراءة والكتابة عن بُعد!
النمط الثاني، أن نجاح تجربة التعليم عن بُعد التي مررنا بها خلال أزمة كورونا كان مرتبطاً بعمل أولياء أمور الأطفال من البيت، وبحسن مشاركتهم في تعليم الأطفال وبالذات الأمهات اللاتي بذلن مجهوداً يشكرن عليه، لكن لك أن تتصور أن الأم والأب خارج المنزل للعمل، ونطلب من الأطفال التعليم عن بُعد.. إنها مهمة شبه مستحيلة للطفل.
النمط الثالث، هل ستتعالج عند طبيبٍ تعلم عن بُعد؟ هذه هي الجدلية الواضحة في التعلم عن بُعد أنه لا يصلح حالياً لكل التخصصات وبالذات التطبيقية منها كالهندسة والطب مثلاً.
النمط الرابع، مرتبط بنظام التقويم عن بُعد ومدى قياسه لجودة ما تعلمه الطفل، رغم تدخل كاميرات المراقبة، لكننا نعرف أن بعض أولياء الأمور هم من كان يؤدي في حقيقة الأمر الواجبات بل حتى بعض الامتحانات، فهل هذا يعبر بصدق عن أداء الطفل؟
وأخيراً.. هل المدرسة لتعليم المواد الدراسية فقط، القصد من المدرسة التربية قبل التعليم، ولا يتربى الإنسان افتراضياً، لأنه بحاجة للتعايش مع البشر كي تتطور جوانبه الأجتماعية والنفسية والقيمية، فيعيش معنى الربح والخسارة، ويتعلم كيف يتصرف عند الرضى أو الغضب ويتربى على الأخلاق والقيم خلال القدوة التي يتعايش معها من معلمين و معلمات
كل ما سبق لا يعني أننا نرفض أن يكون لأدوات التعلم عن بُعد مكانة من المدرسة.
وهذا ما هو إلي تحليل شخصي وربما يكاد يدور حول أذهان كثير من المواطنين.

اضف تعليق