الاختراعات الجديدة | صوت مصر نيوز

السبت 05-09-2020 13:50

بقلم تقوى مجدي




اعتدنا أن نقرأ ونسمع دائماً عن تكريم العلماء والمخترعين الذين يكتشفون ويبتكرون ويُفيدون البشرية باختراعاتهم العظيمة التي تساهم بما يعود بالنفع على المجتمعات.

ولكن من الحماقة ومضيعة الوقت أن تُشاهد وتسمع عن اختراعات (حمقاء) ابتكرتها عالم (فارغة) ولا نعلم ما الفائدة المرجوة منها ونسكت عنها؟!




هناك من حققوا الرقم القياسي في تغيير أشكال عبوات العصائر، وحجم أكياس الشيبسي، وهناك من أعادوا أشكال المياه الغذية، وهناك من حققوا تغيير في أشياء وأشياء لا فائدة لها وعدم وجودها ليس عاقب لنا…

ولا أدري في الواقع أين الفائدة في الموضوع؟ وعلى أي أساس صُنفت اختراعاتهم السخيفة هذه؟! فالأختراع المتحدث وهو أشكال (الكمامات) بأشكال وألوان وأذواق الجميع.

والله هذه هي الأختراعات والإنجازات التي ندعو الله أن يحرمنا منها، وفي اعتقادي لو صنعوا من القُماش المستخدم في هذا الاختراع العظيم أغراض أخرى من الفرش والأغراض المنزلية والشخصية لكان أفضل لنا .

فقد عملوا واجتهدوا وتكلفوا واستأجروا قاعة وكاميرات للتصوير وتجهيزات صوتية ومرئية وبالونات وربما جمهوراً أيضاً، وعلى ماذا؟ أو لماذا وما هو الإنجاز الذي يستحق كل هذا العناء ؟!

والله إن بعض الإنجازات لا تستحق المشاهدة (لسخفها) وعدم فائدتها، وإن كل من يسعى لتحقيق رقم قياسي باختراع تافه هو لا يبحث إلا عن الشهرة.

أقترح أن يتم افتتاح (مكان للإختراعات السخيفة) لدينا ويكون مماثلاً تماماً مثل أي متحف في مصر ، ويكون متخصصا بكل ما له علاقة بالسخافة والاختراعات الحمقاء، بل ويحتوي أيضاً على أكبر مجموعة من الاختراعات السخيفة وعديمة الفائدة مثل تلك الكمامة (العظيمة) أو حجم أكياس البطاطس المقرمشة (اللذيذة) التي زادت، أو الشوكولاتة التي كثرت نسبة (البندق) فيها…..

وعلى كل مُهتم بهذا أن يزور هذا المتحف ليشاهد تلك الأعمال التي ندعو الله أن لا يُكثر من أمثالها.

لا أريد أن أتحدث عن أطول وأكبر مائدة للأكل، أو أكثر رجل عربي يأكل في العالم، ودعونا أيضاً نبتعد عن كل ما يدعو للضحك والسخرية في الأشياء التي جاءت متفردة بطبيعتها ولم يكن للمرء دور فيها؛ مثل أطول وأقصر إنسان أو أغني و أفقر إنسان.

فقد قرأت أن أطول مقال في العالم استغرقت كتابته يوما كاملا، وبلغ طول الورقة 12 مترا، والغريب في الأمر أنه احتوى على معلومات قيمة، والذي كتب هذه المقالة هو رجل مجنون!

لماذا بدأنا ننظر للشهرة قبل الإفادة والغرض من هذا العمل أو الأختراعات التي تعود إفادتها لنا؟ وإلى أين سنصل أصبحنا نقلد بلا فائدة أصبحنا نرى أن الشهرة تأتي في كل (سخيف)، في الأحيان ينجذب البعض لإي منتج جديد ليس لأنه بحاجة إليه إلا وأنه جديد فقط حتى وإن كان دون حاجة إليه.

أين اختراعات المهندسين الجدد؟ وأين الدراجات والسيارات والطائرات التي تعمل دون تكلفة لصاحبها ولسائقها، أين مخترعين الأدوية والكماويات الأكثر إنتاجاً للمرضى والمصابين؟ أين رجال الأعمال لدعم المخترعين.

أين أنتم من هؤلاء العبث والضوضاء الفارغة، فإن لم تبدأ بنفسك فمن سيبدأ وستنتظر من سيبدأ؟

أبدا بنفسك رُبما تكون أنت قدوتهم وتكون أنت الذي تغطي على هذه الأختراعات التي أعتدنا عليها أنها لا ترى إلا شهرتها، ونحن ننجذب مثل الحمقى.

اضف تعليق