بقلم : فرح هشام




يقول البعض في اغلب الأحيان فاقد الشئ لا يعطيه بل هذا خطأ وغير صحيح ففاقد الشئ هو اكتر شخص يعطيه لانه ذاق مرارة حرمانه فمثلاً عندما تجد شخص وجد حرمان في حياته من الحب و الاهتمام فستجده هو اكثر شخص يعطيك الحب والاهتمام، عندما تجد شخص ذاق حرمان الاصدقاء فستجده خير صديق لك، عندما تجد شخص ذاق حرمان الفقر فإذا سمحت له الفرصة لمساعدة شخص اخر في نفس ظروفه و استطاع ذلك ستجده اول مَن يسعده.




مرارة فقدان الاشياء تحسس الشخص بمدى مأساة غيره، وخاصة اذا كانت فقدان اشياء من ضروريات الحياه فالبعض يرى ان الرعاية والاهتمام اشياء ليست بضروريه للحياة و ان الشخص يستطيع ان يظل بمفرده دون ان يهتم احد به وبحياته وبحزنه ولكن الاهتمام والحنان من ضروريات الحياه دونهم سيشعر الفرد و كأنه فاقد نفسه ويعيش دون هدف و انه مهما فعل لا احد يلتفت لنجاحه او لحزنه او لهمومه.. فهنا نجد انه اذا كان فقدانه الاهتمام ذلك بسبب وحدته و عدم وجود شخص بجانبه فعندما يجد ذلك الشخص سيعطيه كل الأهتمام وذلك ليعوضه الشخص الاخر ايضاً عما فقده.

ولكن هذا ليس في كل الحالات فهناك بعض الحالات الذي يؤثر عليها الفقدان بالسلب فيشعرهم بالأنانيه فهناك شخص تعود على الوحده لفترة طويله فليس من السهل ان تغيير وجهة نظره في امر الاهتمام بسهولة بل ستجده يريدك الاهتمام به فقط وهو لا يفعل، شخص عاش طوال حياته فقير ستجد في بعض الحالات انه يرى ان ماله هو الأولى به وليس شخص اخر محتاج حتى ولو كان يمتلك مال اكثر من احتياجاته..

فاقد الشئ يعطيه اذا لم تغيره الحياه من الداخل ولم يؤثر الفقدان عليه فيظل يشعر انه مهما فقد من اشياء سيعوضه الله بأشياء آخرى فالله عادلاً لا يُظلم عنده أحد.