تقوي مجدي تكتب : “الإعتقاد الخاطئ” | صوت مصر نيوز

الأحد 09-08-2020 18:17

تقوي

بقلم تقوى مجدي




يقول المنطق لو قفز مؤمن وملحد من طائرة، سينجو من يستخدم المظلة. ولو سقط في البحر -كما يقول الدكتور مصطفى محمود- سينجو من يستطيع السباحة. هذا هو مفهوم المنطق والعقل،

لكن بعض المعتقدات الفكرية على مستوى العالم ترفضه بالكامل؛ سواء معتقدات دينية أو لا دينية، فالاعتقاد بالخرافات والكرامات الخارقة للطبيعة ليست حاكمة على الجميع، الخرافات الشعبية تجمع أطرافاً من كل الشرائح والمجتمعات والأسر .. حتى الملحدون لديهم معتقداتهم الخارقة للطبيعة التي تتغلب على التعاليم والتعلم المؤمن يلجأ للعبادة، وغير المؤمن يلجأ لليوغا وتمارين التأمل .




هذه الوصفات العقائدية تستحوذ على عقول بعض الخلق أكثر من الحقائق الموجودة فالعقل، وربما تكون متوارثة من عبادات وثنية وليس إيمانا حقيقيا بالله سبحانه وتعالى.

مع ظهور تعليمات الوقاية من فيروس كورونا، ظهرت حالات متشددة في تعبيرها عن إيمانها واعتمادها على أن ممارسة الطقوس الدينية تحمي من المرض والعدوى -وربما تفاخر البعض أمام الآخرين بأداء العبادات الجماعية حتى وإن تعارضت مع طرق الوقاية المتبعة التي طلبت الجهات المختصة من الجمهور التقيد بها- تحت مقولة (العبادات تحمي من العدوى)؛ وهي عبارة يثبت خطؤها دائما؛ خصوصا مع فايروس كورونا سريع الانتشار. هذا تمسك خاطئ بخرافات شعبية وليس تمسكا بمعتقدات دينية أصيلة.

الإسلام يدعو للعمل والاجتهاد والجد، وينهى عن التقاعد والكسل والخمول. يأمر بالعمل مع التوكل على الله سبحانه وتعالى (وليس التواكل). فالتوكل كما يقول العلماء هو لجوء لله في كل الأحوال والرضا بالقضاء والقدر مع الأخذ بالأسباب.. اعقلها وتوكل. أما التواكل فهو التقاعد والكسل والخمول بعينه.

مؤخرا، حتى مختبرات الطب البديل قامت -خوفاً من الدعاوى القضائية- بإصدار بيانات تنصح الأفراد (بالالتزام بتعليمات منظمة الصحة العالمية وعدم استخدام مستحضرات الطب البديل كعلاج لأعراض كورونا).

تحدي سبل الوقاية أمام امتحان قوة المعتقد ليس سلوكاً منطقيا ولا دينيا.. بل عواطف عقائدية لا عقلانية تدل على التواكل.. وتتعارض مع التعليم والتعاليم الدينية الصحيحة.

 

اضف تعليق