هل القلب مسئول عن التفكير أو الإحساس؟ | صوت مصر نيوز

السبت 09-05-2020 20:02

بقلم تقوى مجدي




فالقلب هو ذلك الإحساس اليقظ احياناً، وهو ذلك الفتور أحياناً، وهو ذلك الإيمان الجارف تارة، وهو تلك الغفلة؛ التي لو طالت لأصبحت ميداناً للشك والوسوسة..

حينها فهمت معنى الدعاء النبوي:

-« يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِى عَلَى دِينِكَ ».

-« اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ ».




في داخلي وجدت القدر الذي يصبح أعلاه أسفله، ويصبح أسفله أعلاه، وكأن المراد هنا أن اهتمامات القلب تختلف، وأولوياته تتغير، فيصبح الأعلى أدنى والأدنى أعلى، ولعله تعبير عن الطبيعة البشرية وتحولاتها.

(إِن قلب ابن آدم مثل العصفور يتقلب في اليوم سبع مرات)
أخرجه البيهقي

ويا ليت قلوبنا كقلب طائر؛ بريء نزيه لا يحقد، ولا يحسد، ولا يغل، ولا يحمل هموم الغد وآلام اليوم ومرارات الأمس!

وأشد من كل هذا أن تجد قلبك يوماً كالريشة في مهب الريح؛ كما جاء في حديث أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: « إِنَّمَا سُمِّىَ الْقَلْبُ مِنْ تَقَلُّبِهِ إِنَّمَا مَثَلُ الْقَلْبِ كَمَثَلِ رِيشَةٍ مُعَلَّقَةٍ فِى أَصْلِ شَجَرَةٍ يُقَلِّبُهَا الرِّيحُ ظَهْراً لِبَطْنٍ »

وعندما أتحدث عن الفتن إنها الفتن التي تطيش لها القلوب وتتشربها أو ترفضها، وتنكرها.

والمرء تبع لقلبه فإذا تقبل الفتنة صارت نقطة سوداء، وجعلت القلب مستعداً لتقبل مثلها حتى يصبح أسود؛ كالليل المظلم، وإذا قاوم الفتنة، وجاهدها أصبح أبيض مثل الصفا؛ لا تضره فتنة في السماوات والأرض.

متى يستسلم القلب، ويعرف طريقه، ويقر قراره؟

إذا طال قلبه في طرق التقوى والإيمان، ودامت صلواته وسجداته، فللقلب سجدات تحت العرش، وتلاوات خاشعات، ومناجاة وأسرار إذا عرفها تعلق بها، ولم ينفك عنها، ولا رضى بغيرها بدلاً.

هل تراقب قلبك؟

أتجده في صعود أم في انحدار؟

كم درجة تمنحها له الآن بعد هذه الامتحانات العديدة التي مررت بها، والفتن التي تعرضت لها؟

ما هي نافذة الشر؛ التي تأتيك منها رياح الدبور؟

فسبحان الذي خلق هذا الجهاز دون مشقة أو تعب؛ سبحان من جعله يعمل منذ خلقنا؛ حتى أن يقبض الله روحنا؛ خلقه دون راحة، ولا استبدال.

بعضنا ينظر على جهاز القلب أنه جزء من جميع أعضاءه ، ويجب الحفاظ عليه، والبعض الآخر ينظر له من منظور آخر وانه المسئول عن جميع أموره من حب لكره؛ لخوف لطمأنينة؛ من راحة نفسية لتشاؤم، فالبعض يضع إحتملاته، وإجباته حسب شعور قلبه إتجاه هذا الموقف.

فعندما أتأمل في معجزات الله أنظر إلى هذا الجهاز!
أجد أن سبحانه من وضع الحب والحنان في قلوبنا، ووضع الهِدايا، وإصلاح النفس في قلوبنا، وخلق الرضا والصبر في قلوبنا، سبحانه من وضع حبنا لأشخاص واشتياقنا لذكرياتهم في قلوبنا، سبحانه من وضع حبه في قلوبنا والسعي لإرضاءه جل جلاله.
فأعلم أن عندما ترى شخص قلبه يوجد به مثقال ذره عكس هذه المعجزات اعلم انه من صنعه وليس من صنع الله، فحافظ على نقاء قلبك ولا تترك قلبك لصراعات الحياه.

اضف تعليق