لبيك يا وطني لبيك ..

الأربعاء 08-11-2017 01:49

بقلم – كمال مسرت

في غفلة من عثرات العمر ..
غدت ابتسامة الشهيد ..
جمرة ..
جرحي المنصهر ..
على حدود المطر ..
البعيد ..
على جدران المعتقل ..
و فوق كراسيكم أيها السادة العبيد ..
حين أغرب دون روحي ..
دون فجر .. و بلا أمل ..
في عيون الكون الشارد ..
فلا أحلم بعصافير الجنة ..
و شطحاتها على أعمد المشانق ..
لا أصاحب القدر ..
و لا الصليب ..
لا أنكس البيارق .. قلبي حليب ..
لوعة الأشواق للورود و عبق الزعتر ..
تعصف ألحان الوعود .. فأسمع زغاريد الأسد المبارك ..
و الفهود ..
و لا أغني قصيدة الوطن القديمة ..
كما لحنتموها .. أيها الأعراب العبيد ..
الدمع لا زال رفيق حربي .. فكنت الغنيمة ..
أيتها الأمة الرحيمة..
و حبر الصمت تجاوز محرابي ..
و خوار اليهود ..
فأسرت السامري في الخيام ..
و كان فيهم رسول الحدود ..
قلت لا مساس اليوم .. لا نعاس ..
و لا سلام ..
في دفء الخنادق .. و فسيح الجحور ..
جاء الحصار ..
فلا تبالي ..
رأت في اليمن النار ..
بلدك التالي ..
قد تكسرت مرايا الربيع .. و أريج الخريف ..
ينهش أشلاء عترتي و الماضي ..
العروبة كانت ضيفتي المفضلة ..
فعشقتها سقيمة ..
كما كانت سيدة آشور و السراب ..
على المقصلة ..
فقالت لي هيت لك .. هممت بها ..
و بي همت ..
قلتم لا و لا ثم لا ..
نخشى العار ..
قومية تبعثرت حروفها في ثمالة القراب ..
قبل دسها بين مهملات التاريخ ..
فتطيرت بألوان الغراب ..
حين وئد الشامة البيضاء ..
بلا كفن في مقبرة الشهباء ..
قدس ضاع ..
ما عاد للشمس مشرق و لا مغرب ..
و انتم صامتون .. تضحكون .. و لا تبكون ..
أمريكا اشترت جبتي ..
هو باع ..
و أنتم تباركون ..
في الضفة الأخرى من الخوف ..
تلاشت فرحتي قبل فرحتي ..
فاشْتَعلتْ شمعة ضريحي ..
و أنتم ساجدون لسكون نظرتي ..
خذ رسالتي و ارحل ..
يا وطني ..
ارحل بعيدا .. بعيدا في دمي ..
اعلموا هذا أيها المستمعون الكرام ..
قد نثر سيدكم الأشواك في طريقي ..
و أنا أمشي .. داعش أمامي ..
و أنتم ظهري ..
حافي القلب .. أمشي ..
الحجارة نذرت .. و أنا أمشي ..
ببراءة سأتحمل الجراح .. لأمشي ..
أكافح .. لا أستسلم لتراتيل البوم ..
و لا لابتهالات القوم .. يا أمي ..
فالحجارة مني .. و أنا من ترابك ..
بلا دمع ..
أبكيك يا أمي .. و المنزل ..
و للعروبة أهمس همسات شوقي ..
قبل رحلتي الأخيرة ..
من الحمراء ..
فقد كان عمري ملكها .. وحدها ..
و من هنا فلسطين بدأت ..
و أجلي أوشك ..
حين خيم الليل و حزنها ..
فاشترى مني كل الأحلام ..
في بداية حلمي ..
كنت صغيرا ألعب ببندقيتي الخشبية ..
و بالكلمات ..
لما رحلوا من ذكريات أمي ..
الكنائس القديمة ..
و كل المساجد ..
ضيعوا الوصايا ..
يقولون بالأمس رحلتْ ..
لكنها هنا .. في مملكتي ..
في تشابك أفكاري المسائية ..
في قهوة صباحي ..
على رصيف انتظار الياسمين..
للوحي الجديد ..
و لسوف آت به بعد مماتي ..
حين تناديني دموع اليتامى ..
فلبيك يا وطني لبيك ..
و لا تشيعوني بالشموع و القصائد ..
أيها الشعراء المبجلون ..
فإني عائد .. إليك يا وطني ..
بصدى أشعاري ..
في موكب ملائكي يليق بحزنك القديم ..

اضف تعليق