“العنزة العمياء”

الثلاثاء 07-11-2017 21:42

بقلم – إيمان الطوخي

ابكي واتألم شر هذه الحياة ،ولا أجد المغيث لي من هذا الشر ،نظرت في الوجوه لأجد من يقيني هذا الشر، وابحث بعمق في العيون لأجد فيها الامان، لأجد ذلك الكنف الذي يحنو علي، ويضمني إليه، ويعافيني من كل داء وسقم ،أبحث عن الصدق في كل شخصا أراه ،أعرفه أو لا تربطني به صله أو أنه مجرد غريب،

أبحث عن من ينجيني من الغرق في طوفان الكذب وضياع الحقوق ،ولم أعي بوجود بابك المفتوح ،ولكنني كنت كعنزة عمياء لا تدري ولا تعي أي شئ، ولا ترى أي باب سواء أكان مغلقا ام مفتوح

ولكن ساقني صاحب الباب إليه ،وأدخلني ذاك المكان الذي وجدت فيه الحب، وجدت فيه كل معالم الخير، وعلمت انني كنت حقا ضريرة ، لأفتح عيناي على جنة الحب والخيرات لأجد نفسي في عالم الراحة، عالم العلاج من كل سقم، عالم النظافة نظافة الروح قبل الجسد، وجدت في هذا العالم ما كنت ابحث عنه ،وجدت من يمسك بي ويزيل عني أثر سراب تلك الحياة ،وجدت الحب الذي لم أراه من قبل، وجدت تلك العيون التي ترى في نظراتها الامان، فتقابلت نظرات الخوف والضعف والانكسار مع نظرة واحدة بها كل الامان، لأجد نفسي قد تعافيت، ورد إلي بصري.

لقد كنت تلك العنزة العمياء التي لم ترى يوم أي حب ،وأيقنت أنني لم أكن عمياء بل أن هذا الحب لم يكن له وجود، ذلك الامان لم يكن متعارف عليه في وطني ،ورأيت ما لم أراه من قبل، وجدت داخل هذا الباب ابوابا أخرى، وجدت باب الحق، وباب العدل، وباب الكرامه، وباب الشرف والنزاهة،وباب الشجاعة، وباب الحرية، وجدت ورأيت أبواب كل معالم الخير ،ورأيت أبوابا مغلقه موصده بقيود وأغلال عظيمة، واتضح انها أبواب الشر والفتن ،ورأيت باب القانون الذي لا يوجد من هو أعلى منه ،و رأيت باب الناس

ولم يكن عدة أبواب بل كان بابا واحدا يخرج منه كل البشر العجمي والعربي، الغني والفقير، الابيض والاسود، العالم والجاهل ،ولكن كان هناك باب يطلق عليه باب النور يخرج فقط منه المتقين

وكان هناك صوتا جميل لا استطيع تحديد ذلك الصوت، لأجد نفسي نائمة على سريري وهناك صوت أذان الفجر، لأجد نفسي كنت أبحر في عالم الاحلام، عالم الحق ،الذي لا وجود للباطل فيه ، عالم الخيرات، عالم الحب والامان والسلام

وهنا تسألت هل يمكن أن أجد ذلك الباب ؟ أم أن هذا مجرد حلم لا واقع له ، أنه لا وجود لهذا العالم، ولو كان هناك هذا الباب أين الطريق إليه، وأي مسار أسلك، وأنا فقط تلك العنزة العمياء فكيف لي بالوصول إليه ؟؟؟؟؟!!!!

تعليق (1)

1

بواسطة: أ.ياسر عرفات

بتاريخ: 14 نوفمبر، 2017 5:10 مساءً

جميلة التعبير والمشاعر

اضف تعليق