السلام العالمي والتعايش السلمي | صوت مصر نيوز

الإثنين 30-12-2019 18:41

بقلم : السفيرة الدكتورة ماجدة الدسوقي




سؤال يتكرر في أذهان الناس – ربما منذ بداية الحياة على سطح هذا الكوكب -ألا وهو : هل من الممكن أن يعم السلام الكرة الأرضية ، وهل هذا الهدف النبيل بعيد المنال أو ربما يُمكن تحقيقه ولو جزئيا ؟ متى ينعم البشر في كل أركان المعمورة بالسلام والحريّة والسعادة ؟
دمرت الحروب التي إشتعلت في قديم الأزمان الحضارات اليونانية والرومانية والبيزنطية والفارسية والتي كان كل منها هدفه التمدد والتوسع والإستيلاء على أراضي بلدان أخرى والسيطرة عليها تماما . فهل أورثنا قابيل جينات القتل وسفك الدماء ؟ السلام العالمي معناه عدم وجود صراعات او نشوب حروب أو عنف أو قتل أو سفك دماء على سطح هذا الكوكب ولن يتأتى هذا الا بالتعاون الطوعي بين حكومات ودوّل العالم وأنظمة حكم لا تُجيز الحروب والصراعات . منذ عام ١٩٤٥ عملت هيئة الامم المتحدة والأعضاء الدائمون في مجلس الامن على حل الصراعات وعدم إعلان الحروب ، وعلى الرغم من هذا دخلت أقطار عديدة مُذ ذاك الحين في صراعات وحروب دامية !!
يحتاج البشر للسلام لأن الارض هي موطن الجميع وأُم الجميع الذين يريدون العيش بسلام وطمأنينة وحياة خالية من الحروب المدمرة . نحتاج السلام على سطح هذا الكوكب لأن الإنفاق على التسليح وإشعال الحروب يكفي لأن ينعم البشر بحياة طيبة أفضل . فمثلا تُقدر التكلفة السنوية للحروب والصراعات في العالم بحوالي تريليون دولار بينما يُنفق على بعثات السلام والبرامج الإنسانية وتطوير العمل ما يقارب خمسون مليارا فقط !!!! كم هائل هو الفرق بين الرقمين !! أليس هذا عار على البشرية جمعاء وخاصة على مُشعلي أتون الحروب والفتن ؟ إن السبب الرئيسي في هذا كله هو أطماع الدول الكبرى التي تتنافس على بيع العتاد والأسلحة الفتاكة للدول المتصارعة بجانب لوجستيات الحروب ثم بناء البنية التحتية بعد تدميرها أثناء الحروب للحصول على مليارات الدولارات الاخرى ، فهذه الدول تجني المال من إشعال الحروب ومن المساعدة في بناء البنى التحتية بعد أنتهاء هذه الحروب ، بالأضافة الى الإنفاق على بعثات السلام . وهنا أتذكر قول الله تعالى :
قُتِل الانسان ما أكفره.




تفننت البشرية في ميدان التكنولوجيا والمفروض لإسعادها وليس لشن الحروب والإقتتال واللذان يُخلفان الدمار العمراني والثكالى والأرامل والأيتام والمشردين والنازحين والمهاجرين من بلاد الحروب والصراعات في قوارب بائسة ليكونوا طعاما لذيذاً لأسماك القرش في مياه البحر الأبيض المتوسط في أغلب الأحيان .
وإليكم هذه المفارقة العجيبة ؛ نشبت الحرب العالمية الثانية في الشهر التاسع / ١٩٣٩ ووضعت أوزارها أيضا في الشهر التاسع / ١٩٤٥ أي ست سنوات ولكن للأسف الشديد بلادنا تحظى بنصيب الأسد في إمتداد فترات الحروب ، الآن حرب في اليمن ، وليبيا ، وسوريا والعراق ، إن لم تكن حروب فهي الفوضى الخلاقة . هل الآخر هو الذي يعبث بمقدراتنا ومصائرنا أم نحن في قلة وعي وإدراك وفهم وإنسانية وتآمر بل وحتى خيانة ؟!! هل نحن تحت ضغط مافيا عالمية قوية جدا ولها أباء روحانيون في أمكنة متعددة ؟ ! ! وهم الذين يحركون بل ويتحكمون بمصائر البشر كما يريدون . أما السؤال الاصعب فهو هل ( بَعضُنَا ) أصبح جزءآ من هذه المافيا العالمية ؟ والأشد عجبا أن الصراعات الحالية في ذات القطر ثم تتدخل عناصر وموظفي المافيا من الخارج ؛ السوري يحارب السوري ، الليبي يحارب الليبي ، السعودي يحارب اليمني والكل يجلب العون من المافيا الخارجية تبعا لأيديولوجياتهم والضحايا هم المدنيون من شيوخ وأطفال ونساء لا يستطيعون حيلة ولا حول ولا قوة لهم !! أما المافيا الداخلية فهم شيوخ السلاطين الذين يبيحون القتل والتدمير وحتى الإغتصاب وهذه مافيا دينية يقتات على فتياها الشباب الجهلة والمضللين والذين يصابون بالعمى من البترودولار ! لا بأس ففي كل عام تحتفل هيئة الامم المتحدة يوم الحادي والعشرين من سبتمبر ” بيوم السلام. العالمي ” محاولة بذل أقصى الجهود لخلق الإنسجام بين الشعوب والإبتعاد عن العنف والاقتتال والحروب مع الإشارة الى المجتمعات المثالية التي لم تدخل في حروب أو صراعات لفترات طويلة . نحتاج السلام العالمي لينعم البشر بالحياة والمعيشة مهما كان مستواها بالأستقرار والهدوء والثقة وأهم من هذا كله السلام. الداخلي في نفوسهم والذي يُتيح المزيد من الانتاج والرفاهية .
كم أتوق الى أن أرى عالمنا يعمه السلام والوئام ويعيش فيه البشر في طمأنينة وهدوء نفسي وجسدي ولكن هل تعتقدون أن القوة الرادعة تُبعِد جميع أنواع المافيات ؟ سؤال يستحق التدبر والتفكير في إجابة له !!!!! لا بد أن ندرك أن الأعداء يحيكون لنا المؤامرات في الظلام . المسلم يقتل المسلم لا بأس !!

اضف تعليق