الطلاق الصامت وعلاجه | صوت مصر نيوز

الثلاثاء 26-11-2019 15:13

بقلم السفيرة الدكتورة : ماجدة الدسوقي

 




جعل الله الزواج للتناسل والتكاثر لبقاء البشرية ولجم العواطف والشهوات من الإنحرافات الأخلاقية وإرتكاب فاحشة الزنا . وللزواج أحكام وآداب وله مسئوليات
وواجبات لكل من الذكر والأنثى .




ومن المفروض أن يلتزم الطرفان بهذه المسئوليات والواجبات والحقوق حتى تستمر الحياة الطبيعية ، بل ويستقيم المجتمع كله . ولكن
عندما تنحرف وتتمزق لغة الحوار والتواصل بينهما يواجهان خياران أحلاهما أمر
من العلقم وهما الطلاق الشرعي إلى غير رجعة أو ما يسمى ” الطلاق الصامت ”
أو ” الطلاق العاطفي ” وهذا يعني بقاء الشريكين تحت سقف واحد ولكنهما بعيدان
عن بعضهما البعض . عندما يتبخر الحب والود والتفاهم والإنسجام والإهتمام المتبادل
يُخيم على البيت الطلاق الصامت ومن هنا تدخل الحياة الزوجية السابقة في حالة
” الموت السريري ” كمريض بداء عضال لا شفاء منه . إذن فالطلاق الصامت هو
المصطلح الذي يعني عدم وجود الصراع بين الأزواج والتخلي عن المتطلبات والإحتياجات وذلك
نتيجة فقدان الشعور بالزوجية والزمالة والمودة والرحمة والروابط الإنسانية الأخري التي
سبق وأن جمعتهما .
قال الله في محكم كتابه بعد بِسْم الله الرحمن الرحيم ” ومن آياته أن خلق لكم من
أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات
لقوم يتفكرون .” ومعنى المودة كما شرحها المفسرون الحب وعطف قلوب الأزواج بعضهم
على بعض ، الاّ يقسو عليها ولا يُصبيها بسوء . إن أساس الحياة الزوجية العاطفة والتي
تُبنى عليها أواصر المودة ، والحنان ، والتفاهم الجميل والحب وبناء الأسرة.
ولكن هل توجد علامات للطلاق الصامت ؟ نعم وحقاً ، وهي
* إحتدام الجدل والنقاش بين الأزواج وحتى في المسائل البسيطة.
* شعور الطرفان بمشاعر سلبية تجاه بعضهما البعض .
* لا يتفهمان كالسابق مواقفهما بسلاسة بل بصلابة وعناد .
* عدم الإهتمام من أيّ من الطرفين بالآخر .
* الشعور الدائم بعدم الرضا والقناعة من أحدهما أو كليهما .
* بناء الحواجز عندما ينسحب أحد الشريكين من حديث أو مناقشة بدون إبداء الأسباب
وبهذا يُغلقان اُسلوب التواصل عاطفياً وعقلياً ويزداد شق الخلاف .
* الخيانة الزوجية .
* وجود شريك غير مستمتع جنسياً .
* وجود شريك لديه ديون أو هموم أُسرية .
* وجود شريك مريض مرضاً عضالاً يهدد حياته.
* وأحياناً فتور الحب لأسباب نفسية وجسدية.
ولكن هل توجد بعض الحلول للطلاق الصامت ؟ ربما ، ولاشك.
* إن التقدم العلمي في ميدان الطب في القرن الحادي والعشرين قد أوجد بعض الحلول
الناجحة إذا أراد الزوجان المضي قُدما في الحياة الزوجية يوجد الآن بعض المتخصصين
من الأطباء في العلاقات الأسرية وهما :
Family Therapist وتعني المعالج الأُسَري
Family Counsel. وتعني المستشار الأُسَري
وقد يستغرق العلاج فترة طويلة حتى تعود المياة إلى مجاريها كالسابق أو علي الأقل قليلا ًً.
يحاول المستشار الأُسَري أو المعالج إخراج الطرفين من الحالة البائسة التي يعيشونها إلى
حالة المرح والحوار المفيد ليزيح عن كاهلهما التشتت والضياع .
إن الهدف الأساسي للمعالج والمستشار الاسري كونهما مصدر الإرشاد في الحياة الزوجية هو التقدم نحو هدف حياة زوجية سليمة .
* قليلاً من الصبر من كل منهما على الآخر وتصحيح الخطأ والإعتذار في حالة نشوب
الجدل العقيم . ما أجمل سعة صدر الإنسان !!
* تعود الهدوء في النقاشات والجدل لأن الصراخ العالي يثير حفيظة أيّ طرف والأفضل
الإنسحاب برفق وإنهاء النقاش حتى تهدأ الأعصاب .
* عدم التسرع في إلقاء اللوم على كل صغيرة وكبيرة بل إيضاح الأمر وتبيان الخطأ.
* تقبل التغييرات في الحياة العامة عما كانت عليها في السابق ؛ أيّ قبول الأمور المستحدثة
حياتياً في أرجاء العالم .
الطلاق الصامت مشكلة كبرى إذا كان الزوجان شابان لأنه غالباً ما ينتهي الخلاف بالطلاق
الشرعي . ولا شك أن بعض الازواج في حالات الطلاق الصامت من كبار السن يعيشون
في نكد أقل من الشباب ، يعيشون حياة تسودها المحبة والود إلى حد ما نتيجة لكبر السن
وطول العشرة وأحيانا لظروف صحية لا يتخلى فيها طرف عن الطرف الآخر .
أما الفئة الثالثة في الطلاق الصامت فهم ” الصامتون ” الذين لا ينطقون بكلام طيب أو قاسي
حفاظاً على الأولاد وتربيتهم بين الوالدين فقط .
ومن الجدير بالذكر أن العادات والتقاليد تلعب دوراً هاما في هذا المجال إذ يخشى الطرفان
كلمة مطلق او مطلقة أمام المجتمع .

اضف تعليق