قصيدة ” فَلَكِ البنفسجُ و البقاء “

الأحد 05-11-2017 19:38

بقلم – كمال مسرت

سيدتي ..

أم الدنيا ..
أقبلي مبتسمة كليلى في أغنية ..
الملح ..
لنتهادى معا على نعش أمة ..
الغار ..
فلا ندري ما قد يحدث غدا ..
أو بعد غد .. ذات نهار ..
و ذراعي اليمنى نامت ..
في منتصف الدمار ..
تستيقظين لتفكري في أحجية الصلح ..
فمع الحب تأتي خيبة الأمل ..
لا تعذبي نفسك بذنب الأغراب ..
من آهات الصمت تنبت ظلمة ..
النهار ..
أيتها النجمة المحتشمة في السماء ..
و في ظل الخمار ..
أتعلمين من يراقب حلمي من بعيد ..
كي أنسى ابتسامتك الصغيرة ..
و أنام ؟..
فلا تنامي في انكسارات الهواء ..
و اهدني إلى طريق البقاء ..
أو الفناء ..
حينما أضيع في الظلام ..
أو في حكمة العار ..
فلكِ البنفسج و البقاء ..
أيتها النجمة الساطعة في قبري ..
بين كنيسة و مسجد في لحن الكلام ..
ليس هناك شيء خالد فيك يا وطني ..
يا كنانة جرحي ..
حين تنبت رايات الصمت على كفيْ ..
السلام ..
تلامِس أفق النهاية ..
دون إذن من الحِمام ..
و أنتَ مفعم بالحزن و بالأمل ..
يا وطني ..
فأين أمتي يا أمتي ؟..
أمة الغار هي أمتي ..
أأنساها من قرارة قلبي ؟.. لا ..
لا .. لا ..
قد تحضر صلاتي الأخيرة ..
و لا تموت ..
نهر الحياة ينبع من الشرق ..
من الشوق .. من العتق ..
فيموت ..
في الاسكندرية ..
في طنطا ..
و في سنين ..
العواصف ترافقنا قبل التلاشي ..
عشق السلام يسافر عبر أنفاسي ..
تتقاطع العواطف الخالدة و الأوهام ..
في هذه الدمعة .. فوق الربوة ..
تنساب أزهار الثلج لتغطي بمعطفها ..
الربيع .. و جرحي ..
و تتساءل ..
كم تبقى لنا من نهار..
قبل النوم ؟..
فهناك ضوء يلوح لي من الأفق ..
تتفتح الألعاب النارية في السماء ..
فتحترق أجسام الأزهار ..
تحت حبات الثلج ..
أسمع الصحيات في قلبي ..
يا سيدتي ..
فإلى متى يمكننا الصمود ؟..
لنُبعث من غبار القبور ..
لنُبعث من رنين القيود ..
و لنُدفن من جديد في وعود ..
الفجر ..
فسلام لأرضٍ عشقُ السماء ..
الكون كله أنتِ ..
يا بيت مريم ..
و الحزن كله أنتِ ..
أيتها القبطية ..
أيتها العربية ..
نسجت أحلامي حولك ..
بخطوات صامتة ..
فوضعت قبلات على شفتيك ..
خفية قبل الانفجار ..
يا سيدتي ..
كزهرة مجهولة صرت أنتِ ..
على قماش حريري مطرزة ..
بدمي و بالبارود ..
تشلين بنظرتكِ صمت الأرض ..
و السماء ..
و دمعتكِ المغتربة تغسل تقلبات ..
الدهر ..
تتمايل جراحكِ على أثير زفرتها ..
و الليالي الخريفية ترسم ملامح ..
الربيع ..
المنهار ..
الزهرة التائهة في حكاياتي تكبر ..
و تكبر ..
في صدى الراوي ..
تتلاقفها شفاه العشاق ..
لتنتهي في المعتقلات ..
ككل حكايات الفجر ..
لتكبر و تكبر ..
في ظل الطوفان و التنور ..

اضف تعليق