قصيدة “همسات مراكشية”

السبت 04-11-2017 22:09

بقلم – كمال مسرت

من رحيق الخيانة ولدتَ ..
يا ابن العذراء و الملح ..

يا شقيق السماء و الريح ..
ابتسم لحطامك على رصيف مملكة ..
الغبار ..
فأنت سليل هذا البحر ..
و هذه الأرض ..
تهيم بين عوالم أمريكا و الدخان ..
كل يوم ..
كل شهر ..
كل زمان ..
يا راعي الدماء و الصبح ..
على خطى ابن الزهراء و المسيح ..
روحك ..
المنبوذة ..
فلا تمشي قبلنا على خيط السَّلْم ..
المستعار ..
من خطابة الجوع و الشعراء ..
و لا تشتهي دفء القبر ..
في شتاء الجليل الطويل ..
يا حامل لغتي و الهواء ..
و استرح ..
في بهو أيلول و السنديان ..
على أريكة النسيان ..
قبل تمرد الظلال على السلطان ..
و أطرد أوراق الخريف ..
من حضن السُّنُونُو و الأزهار ..
ثم نم قليلا يا ابن أمي ..
في رحاب الشعر الفصيح ..
بين نكهة القوافي و بلاغة القمح ..
الشحيح ..
لتنهي ملحمة المنفى في ذاكرة الحمام ..
و الرغيف ..
و اقتبس من بقايا التابوت عهدا جديدا ..
للموتى ..
للمطر ..
و لأسراب الحروف في نبرة السجان ..
و امنح ..
لكل شهيد يمشي على ناصية الخوف ..
نعشا و قِبلتان ..
يا ابن هذه الأرض ..
ألاَ تعلم أن نهاية هذا الخضم ..
في قدح ..
الحصار ..
نهاية للاشيء في بداية العدم ..
بداية وطنكَ الكسيح ..
يا ابن الشهيد ..
يا حفيد الشريد ..
فلا تستسلم لعطر البارود و النعمان ..
في زحمة أسرار شجرة التوت الأبيض ..
و حكمة السَّيْسَبان ..
اسقي بأشعارك مروج الطلح ..
و شيع الرحيل طيفا من قصائد المديح ..
و كن سيدا لليل ..
و لِمَا تبقى من خوابي نبيذ العسل ..
و دم الأنبياء ..
المكسورة على مِنْسأة سليمان ..
و لموسيقى الأعراس في سكون الأحزان ..
و كن رسولا لفراشات الجرح ..
السوداء ..
البيضاء ..
الخضراء ..
و الحمراء ..
من رحيق الخيانة ولدتَ بلا اسم ..
بلا وطن و لا عنوان ..
يا أبى القاسم ..
لترسم لنا الحدود على جثث المرجان ..
الربيعي ..
بحرا بلا حدود و لا شطآن ..
بلا ملح و لا صحراء ..
و لا قربان ..
فتشاطرك الوصايا العشر و الهَيْجاء ..
وسادة الأحلام ..
يا ابن هذه الأرض ..
و نيف ..
من خلف صيحات المعتقلات ..
و مروج الياسمين البلدي ..
و الزعفران ..
منزوعة السيقان ..
و التراويح ..
أسمع تراتيل الخريف ..
فينا ..
قبل زُغرودة الفِصْح ..
و عودة سحابة المسيح ..
فنم قليلا يا وريث الهيكل و الضريح ..
في عتمة دمي ليراك الليل ..
فينا ..
قمرا و خِدْرا ..
نم يا صغيري نم ..
لتبحث عن وطن في وَرَع الرهبان ..
بين الشظايا و بقايا الفرح ..
بين العروبة و الشرخ الفسيح ..
نم قليلا لتنسى تهويدة الريح ..
يا ابن هذه الأرض ..

 

اضف تعليق