ليس الأعمى هو من لا يرى | صوت مصر نيوز

الأربعاء 24-07-2019 13:56

اعمي

بقلم : تقوى مجدي




ليس الأعمى من لا يرى، وإنما الأعمى هو الذي لا يشعر بما يراه ولا يتدبر فيه
فكم من بصير يرى بعينيه ولكن قلبه لا يرى شيئا،
وكم من أعمى البصر ولكن قلبه يرى.
(فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)
وان الإنسان بطبيعته التي خلق عليها لا يري في الظلام بعينيه إلا إذا كان ينظر ببصيرته فبصيرة قلب المؤمن تشع نوراً ..
ومن المعروف أن كفيف البصر هو من فقد بصره أما كفيف القلب هو من ذهبت بصيرته .. فيرى و لا يرى ولم يشعر ما يجب أن يراه اختفت الرؤيا من قلبه ولم يعد يرى إلا بعينيه ، والبصيرة بمعني ” قوة الإدراك و الفطنة و العلم و الخبرة ” لذا فإن الحكماء و العقلاء يرون ببصيرتهم وينظرون للأمور ليس بمجرد النظر بالعين بل يتطلعون لمدى أبعد من ذلك إنهم يبصرون ويثبتون على الحق لأن لدى قلوبهم نظرة قويه تحميهم من الضلال ويقول المولى عز وجل” فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ”
وهنيئاً لمن تبصر بقلبه قبل فوات الأوان لأن الرجوع في كثير من الأمور يكاد أن يكون مستحيلاً .. وبالتأكيد
لن يفيد ذلك الندم الناتج عن ضعف البصيرة الذي يجعلنا نرى الوهم، حلم نسعى لتحقيقه.




و النظر بالعين يجعلك تنظر من زاوية واحدة ويجعل النظرة سطحية فلا يكون تقييم الأمور دقيقاً ولا يمكن أن توفى قدرها وغالباً ما يساء الاختيار أما البصير بالقلب يستطيع التمييز بين الأمور دون أن تختلط عليه أو تتشابه مع بعضها وبطبيعته البصيرية لا ينظر لبريق الإناء، إنما يتطلع لقيمة ما بداخله .. فهو على يقين بأن( ليس كل ما يلمع ذهب ولا كل ما يبرق فضه) . وهنا نعرف الفرق بين أعمى البصر وكفيف البصيرة فكم من كفيف تبصر ورأى ببصيرته فاهتدى، وكم من بصير نظر وكأنه أعمى .
إننا في كل يوم بل كل لحظة نتخذ قرارات مصيرية فهل هي بصيرية ؟؟ أم أنها اتخذت بناءاً على النظر فقط ؟؟ يوجد أمور كبيره في حياتنا لا بد أن تكون مبنية على أساس البصيرة الشخص الذي يبني حياته و يهدمها إذا لم يدرك الفرق بين البصر و البصيرة و قد نجد هنا سبباً، لقول ” الحب أعمى ” فهو يرى ولا يرى .. فنظرة الحب ضريرة و نظرة القلب بصيرة.
نسأل الله أن ينير لنا بصيرتنا .. ويرزقنا حسن النظر فيما يرضيه
إن من لا يدرك الأمور فهو أعمى و إن كان بصيرا.

 

اضف تعليق