سر كعك العيد من عهد الفراعنة وكيف تحول إلى عاده للمسلمين في عيد الفطر  | صوت مصر نيوز

الأحد 02-06-2019 22:08

كتبت سومة أبوعوف




يعد كعك العيد من أهم مظاهر الفرحه والبهجه عند الأسر المصريه في عيد الفطر المبارك ويبدأ جميع المسلمين بعمل كعك العيد في النصف الثاني من شهر رمضان المبارك وله عادات وتقاليد خاصه وطرق عمل مختلفه
لكن يتساءل البعض ما هي القصه الحقيقية لكعك العيد وكيف تحول الي عاده للمسلمين خلال عيد الفطر المبارك
لذلك تحدثت صوت مصر نيوز مع بعض الشخصيات العامه ومشايخ الأزهر الشريف حول القصه الحقيقية لكعك العيد وكان الحوار على النحو التالي:




ابتدأ الحديث حماده كامل مدرس المواد الفلسفيه بمركز سنورس قائلاً ؛كعك العيد يعد من العادات والتقاليد المحببه لدينا وهي عادات وتقاليد جميلة لأنها تدخل علينا شئ من البهجه والسرور والسعادة في زمن قلت به السعادة

وقد ظهر كعك العيد او الكحك منذ ما يقرب من خمسة آلاف سنة حيث كان يقدمه الفراعنه قرابين لحراس الأهرامات فقد اعتادت زوجات الملوك على تقديم الكعك للكهنة القائمة لحراسة الهرم خوفو في يوم تعامد الشمس علي حجرة خوفو، وكان الخبَّازون في البلاط الفرعوني يتقنون صنعه بأشكال مختلفة مثل: اللولبي والمخروطي والمستطيل والمستدير،ووصلت أشكاله إلى 100 شكل نُقشت بأشكال متعددة على مقبرة الوزير “خميرع” من الأسرة الثامنة عشر،كما وردت في أسطورة إيزيس وايزوريس ،وكانوا يرسمون على الكعك صورة الشمس الإله رع مما يؤكد أن صناعة الكعك امتداد للتقاليد الموروثة فهو لازال على نفس هيئته حتى الآن

وفي نفس السياق تقول كريمان رمضان سكرتير عام مساعد باللجنه العامه ببندر الفيوم ونائب الجنه العامه للمرأة بحزب الوفد.

كعك العيد يدخل الفرحه الكبيره على الأسره فهو ليس بدعه محرمه كما يقولون انه طعام يعد مثل باقي الاطعمه فكيف تأتي الحرمه

وقد توارثنا تلك العاده الجميله من أجدادنا على مر الزمان منذ ما يقرب من خمس الاف عام فهي عاده فرعونيه وجدت محفوره على جدران المعابد.

فقد اكتشفت صور لصناعة كعك العيد تفصيلياً في مقابر طيبة ومنف ، من بينها صور على جدران مقبرة (خميرع) من الأسرة الثامنة عشر ، التي تشرح أن عسل النحل كان يخلط بالسمن ، ويقلب على النار ثم يضاف على الدقيق ويقلب حتى يتحول إلى عجينة يسهل تشكيلها بالأشكال التي يريدونها ، ثم يرص على ألواح الإردواز ،ويوضع في الأفران كما كانت بعض الأنواع تقلى في السمن أو الزيت، وأحيانا كانوا يقومون بحشو الكعك بالتمر المجفف (العجوة) ، أو التين ويزخرفونه بالفواكه المجففة كالنبق والزبيب، ووجدت أقراص الكعك محتفظة بهيئتها ومعها قطع من الجبن الأبيض وزجاجة عسل النحل

وفي لمحه طيبه يقول فضيله “الشيخ حسين العسقلاني” أمام وخطيب مسجد الهدايه بأبشواي

أن مظاهر الفرحة والبهجة في الأعياد عند المسلمين متأصلة منذ عهد” النبي صلى الله عليه وسلم ”
وقد تطورت إيجابيا آخذةً المزيد من إضافة السرور والسعادة على قلوب الأطفال والكبار على حد سواء،
وإذا نظرنا إلى بداية الأمر وجدنا الأعياد كان ينتشر فيها اللعب والضرب بالدفوف، ثم زاد الأمر بصناعة ألوان من الحلوى المتنوعة التي يحبها الجميع، ويحيط بذلك كله التكبير والتهليل وذكر الله وتبادل التهنئة، وأهم ما في الأمر أن يتم ذلك دون إسراف ولا تبذير،
مع إعطاء الفقراء والمساكين وعدم حرمانهم مما وسع الله به علينا،

لكن بالنسبه لأصل كعك العيد فهو موروث من أجدادنا الفراعنة وعلى مر العصور أخذه الجميع على سبيل الفرحه وأطعام الفقراء من الدوله الاخشيديه مرورا بالفاطميين حتى الدوله العثمانيه في مصر كانوا يهتمون كثير بصناعه الكعك لاطعام المساكين والفقراء في شهر رمضان.

في عهد الطولونيين م ويذكر التاريخ الإسلامي كانوا يصنعونه في قوالب خاصة مكتوب عليها “كل واشكر”، وقد احتل مكانة هامة في عصرهم، وأصبح من أهم مظاهر الاحتفال بعيد الفطر

أما في عهد الدولة الإخشيدية صنع كعكا في أحد أعياد الفطر ، وتم حشوها بالدنانير الذهبية ، وأطلقوا عليه وقتئذ اسم أفطن إليه أي انتبه للمفاجأة التي فيه،وكانت تقدم في دار الفقراء على مائدة (200 متر وعرضها 7 أمتار

وفى عهد الدولة الفاطمية كان الخليفة الفاطمي يخصص مبلغ 20 ألف دينار لعمل كعك عيد الفطر؛

فكانت المصانع تتفرغ لصنعه بداية من منتصف شهر رجب، وملأ مخازن السلطان به، وكان الخليفة يتولى توزيعه بنفسه. ويذكر أن مائدة الخليفة العزيز الفاطمي يبلغ طولها 1350 مترًا وتحمل60 صنفًا من الكعك والغريبة، وكان حجم الكعكة الواحدة في حجم رغيف الخبز، وأطلق على عيد الفطر “عيد الحُلل” لأنه كان يُخصص 16 ألف دينار لإعداد ملابس لأفراد الشعب بالمجان، وخصصوا من اجل صناعته إدارة حكومية تسمى دار الفطرة ، كانت تقوم بتجهيزه وتوزيعه ، وكان الشعب يقف أمام أبواب القصر الكبير عندما يحل العيد ليحصل كل فرد علي نصيبه واستمر هذا التقليد حتى أصبح حقا من حقوق الفقراء

واهتم المماليك أيضاً بصناعة كعك العيد ويقدمونه إلى الفقراء والمتصوفين وكانوا يعتبرونه صدقة،واهتموا بتوزيعه على الفقراء ، ،واعتبروه من الصدقات، وتهادوا فيه بعيد الفطر

استمر المحافظة على صناعة الكعك في العصر العثماني ، واهتم سلاطين بني عثمان بتوزيع الكعك في العيد على المتصوفين والتكيات والخانقات ، المخصصة للطلاب والفقراء ورجال الدين ، وظل التراث العربي معبرا عن حاله حتى يومنا هذا وخاصة بمصر وبلاد الشام بحكم الارتباط الجغرافي والتاريخي ..وفي متحف الفن الإسلامي بالقاهرة في مصر توجد قوالب الكعك عليها عبارات “كل هنيئًا واشكر” و”كل واشكر مولاك” وعبارات أخرى تحمل نفس المعنى .

اضف تعليق