إنقراض اللغة العربية |صوت مصر نيوز

الثلاثاء 30-04-2019 15:36

 

بقلم :إسلام محمود

 

هل تنقرض لغتنا العربية ؟ ويكون مصيرها مثل

• -اللغة القوطية:
• -لغة الشونا:
• -شيميهوفي:
• -لغة ليميرج:
• -ليكي:
• -تانيما:
• -تاوشيرو:
• -كيسكانا:
• -دومي:

رغم أن دراسة الألماني “أولريخ آمون “أظهرت أن اللغة العربية تحتل المرتبة الرابعة بين أكثر اللغات انتشارا في العالم، ورغم أن منظمة اليونيسكو تحتفل سنويا في الـ18 من ديسمبر مع الأمم المتحدة، باليوم العالمي للغة العربية، فقد أكد أحد تقاريرها الأخيرة أن مجموعة كبيرة من لغات العالم مهددة بالانقراض، منها اللغة العربية.

اللغة العربية مهددة بالانقراض
تشير الآراء التي تُطرح حول احتمال انقراض لغة الضاد إلى الازدواجية القائمة بين الفصحى والعامية، وعدم تمكنها من مواكبة العصر والكثير من مصطلحاته التقنية، إضافة إلى أسباب داخلية وخارجية، منها عدم اهتمام أهلها بها، أي الناس الذين يستخدمونها من مدرسين وموظفين.
جرى البحث في أخطار انقراض اللغة العربية عام 2007 في مؤتمر “لغة الطفل العربي في عصر العولمة”، الذي نظمه المجلس العربي للطفولة والتنمية في مقر جامعة الدول العربية، وتطرق إلى كتاب “موت اللغة” لـلعالم اللغوي والأكاديمي البريطاني ديفيد كرستال، الذي يشير إلى ظهور الازدواجية اللغوية كنتيجة للاندماج الثقافي ما بين الأمم والشعوب، ويعدد تسعة شروط لموت اللغة تنطبق جميعها على اللغة العربية في وضعها الراهن. وكانت البحوث التي قدمها إلى هذا المؤتمر كبار العلماء في اللسانيات، والتربية، وعلم الاجتماع، والطب النفسي بمثابة رثائيات لهذه اللغة، وبكائيات بليغة ذرفت على موتها المؤكد القريب.
في هذا السياق جاء تحذير عالم الاجتماع التونسي الطاهر لبيب من انقراض اللغة العربية وموتها في ندوة بعنوان “هل لعرب اليوم لغة” نظمتها مؤسسة عبدالحميد شومان في عمان الاثنين 7/3/2016، مؤكدا أن لغتنا “تحتضر ويزعجون احتضارها بضجيج الاحتفاء بها”، وأنه “يجب أن ننظر إلى موتها كاحتمال حقيقي وارد، فاللغة التي لا يتكلمها أهلها تموت”، مشيرا إلى أن الآلاف من اللغات انقرضت بسبب ذلك. وأشار لبيب إلى أن الإحصائيات العالمية تدل على أن هناك 6 آلاف لغة في العالم تكشف تقديرات المتخصصين أن نصفها سينقرض قبل نهاية القرن الحالي، موضحا أن اللغة تموت عندما تتقلص قاعدتها الديموغرافية.
وقـال “لست فـقيـه لغـة، ولـذلك لــن أقتـرب من اللسانيات، وكـل ما أفعله هـو أننـي أحـاول الاقتــراب قــدر المستطـاع ممــا نسـميـه سيسيـولسانيـات أو علـم اجتمـاع اللغة”.
وتابع “لا أحد يجادل ما للعربية من جمال وإشعاع، وكيف أن البعض يهجي بها على أن يمدح بغيرها، مثلما أن أهلها وغيرهم كتبوا نصوصا مقدسة للمسيحية واليهودية”، لافتا إلى أنه كما كان للعربية مجدها ومدها كان لها انحسارها، وعلى وجه التقريب منذ سقوط الخلافة العباسية في بغداد على يد المغول وما تلا ذلك من فترة حكم العثمانيين للوطن العربي، حيث اقتصرت اللغة في العهد العثماني على علوم الدين دون دخولها مجالات العلوم البحتة، وصولا إلى يومنا هذا بما حدث من تواطؤ أهلها عليها.
وأشار لبيب إلى الجدالات والنقاشات التي أدخلت اللغة العربية أجواء ميتافيزيقية، ومنها حين ذهب العرب كما ذهب الأوروبيون بالبحث عن الجنة وماذا يتكلم الناس في الجنة، ودخل العرب المسلمون كما دخل الأوروبيون في البحث بالأساطير، ما أفضى إلى أن العلاقة باللغة أصبحت ميتافيزيقية، مثلما أصبحت ما فوق تاريخية، وأن استحضارها في هذا الإطار لا يعد تمجيدا ومدحا كما يعتقد البعض.
وأوضح أن تمجيد اللغة إذا خرجت عن التاريخ مضلل، والنظر إلى اللغة من خلال الخروج عن التاريخ نظرة ميتافيزيقية يصبح مجاملة، موضحا أنه لم “تعد المسألة اللغوية أو اللسانية مطروحة خارج اهتمام المتخصصين، وأن أهم وأبرز مظاهر غياب المسألة اللغوية، غياب المشاريع والبرامج السياسية للسلطات والأحزاب التي تتصدى لذلك، رغم أن اللغة الحامل الأول لاتصال البشر”.
وعزا لبيب أسباب الإهمال التي بحسبه ليست أسبابا لسانية، إلى أسباب اجتماعية، أبرزها انعدام الوعي الاجتماعي بأهمية اللغة، إضافة إلى الصراع العالمي لسيطرة لغة على أخرى، وارتباط اللغة بالمصالح، عدا عن أن بعض أبناء ما يسمى بالطبقة البرجوازية في المجتمعات العربية لا تعتبر العربية جزءا من همها.
وأشار عالم الاجتماع التونسي إلى المشكلات التي تواجه اللغة العربية، والتي لا تنبع من ذات اللغة وإنما من أهلها، ومنها المصطلحات، والتعريب، علاوة على أن مصيرها خاضع لما تعيشه الدول العربية من تراجع وترد على مختلف الأصعدة، لافتا إلى أن اللغة العبرية التي ماتت في فترة زمنية قديمة عادت بقرار سياسي.
ولفت الباحث إلى إشكالية التباعد بين المجالات، فالعربية بقيت في الوجدانيات والأدب والثقافة العامة فيما حضرت اللغات الأخرى في العلوم والتكنولوجيا ومظاهر التطور والعصرنة، فضلا عن التباعد في استعمالها في بعض البلدان العربية، التي لا تتكلم العربية، ليست الصومال وجيبوتي فحسب.
وختم لبيب محاضرته بالإشارة إلى وجـود فرضيتين حول اللغة العربية الآن، إحداهما تقول إن الإعلام سيوسع استعماله للغة العربية الفصحى، فيما الثانية تقول إن هذا الخليط سيستمر، وفي ظل الأخيرة ستنقرض اللغة اجتماعيا كلغة مجتمع، وتبقى لغة مقدس ودين كما آلت إليه اللغة اللاتينية.

اضف تعليق