الإسراء والمعراج بين رحلة ومعجزة ودروس وعبر .. ورؤية مصر قطعة نورانية من السماء | صوت مصر نيوز

الأربعاء 03-04-2019 22:42

تقرير : سومة أبوعوف

يحتفل المسلمين بجميع بقاع الأرض بليلة الإسراء والمعراج وقد  صعد النبي – صلى الله عليه وسلم – الى السماء في تلك اليلة .

قال سبحانه وتعالى “سُبحانَ الَّذي أَسرىٰ بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى الَّذي بارَكنا حَولَهُ لِنُرِيَهُ مِن آياتِنا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّميعُ البَصيرُ” (سورة الأسراء: 1) صدق الله العظيم

وتحظى ليلة الإسراء والمعراج بأهمية كبيرة في الأسلام. لأنها كانت الليلة التى أعرج فيها النبي – صلى الله عليه وسلم – الى السماء من المسجد الحرام بمكة المكرمة وشاهد العديد من المُعجزات أثناء رحلته.

وأيماء إلى تلك الليله المباركة حاورت “صوت مصر نيوز” عدد من مشايخ وأأمة الأزهر الشريف عن هذه الليله وذلك الحدث العظيم على النحو التالي:



ابتدأ الحديث عن معجزة الإسراء والمعراج الشيخ “محمد رمضان” عضو مجلس العلماء بالاتحاد العربي الأفريقي لمكافحة الفكر المتطرف بالقاهرة.

يقول “رمضان” تعود علينا هذه الذكرى التي هي معجزة خلدها الله حين ذكرها في القرآن بل حين سمى سورة باسمها من سور القرآن هي سورة الإسراء بدأها بتنزيه الساحة الإلهية بالتسبيح ووصف حبيبه بالعبودية ” سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ”

لان الأحداث الكبرى والمعجزات العظمى والدوائر الربانية التي لا يصل إليها إلا الحبيب الشفيع يخشى على العقل البشري أن يظن أنه ما دام قد اخترق السماوات ووصل إلى الحضرة الإلهية خرج من دائرة العبودية فنزه الله الساحة الربانية وأسند الفعل إلى رب البرية ووصف حبيبه بالعبودية ليظل عبداً لله لان كلمة “بعبده” تعني أن الإسراء كان جسدا وكان يقظة رغم أنف الذين ما زالوا يعاندون حتى اليوم ويزعمون بالروح فقط،

تابع “رمضان” قائلاً أم بالمنام فقط فوصفه رب العزة بالعبودية رفعة لمقام الحبيب الشفيع فتأتي علينا هذه الذكرى حاملة هذه المضامين لتقول لأصحاب النظريات المترنحة ولاصحاب الإساءات والمساءات السيئة التي وجهوها إلى حبيبنا وشفيعنا بأنه لا يوجد على ظهر الأرض أحد أفضل من هذا النبي العظيم فهو الوحيد الذي حظي بالحضرة الإلهية وهو الوحيد الذي استضافه رب البرية وهو الحبيب الذي أعلن الله مقامه عالياً حين طلب موسى الرؤيا ” فقال ربه لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكاً وخر موسى صعقا ” أم الحبيب الشفيع فقال ” ما كذب الفؤاد ما رأى ”

 

يقول فضيلة الشيخ “محمد منجود الشرقاوي ” إمام وخطيب بأوقاف الفيوم ، نتعلم من الاسراء والمعراج دروس عديده الدرس الأول (كن مع الله يكن الله معك) حيث إن النبى صلى الله عليه وسلم تحمل الأذى والمشاق من هؤلاء المشركين مشركى مكه حتى ذهب إلى اهل الطائف قابلوه بالإيذاء
والدرس الثانى (الالتجاء الى الله بالدعاء فى حالة الشده اذا ضاقت عليك الدنيا وابواب الدنيا فإن هناك بابا لايغلق وهو باب السماء (النبى صلى الله عليه وسلم رفع يديه بالدعاء وقال اللهم انى أشكو اليك ضعف قوتى وقلة حيلتي وهوانى على الناس إلى آخر الدعاء
الدرس الثالث :الاسراء والمعراج بينت لنا مكانة النبى محمد صلى الله عليه وسلم عند الله تعالى حيث إنه قد ارتقى واعرج به إلى مكان لم يصل اليه ملك مقرب ولا نبى مرسل اكرم على الله من محمد صل الله عليه وسلم فقال له جبريل تقدم يامحمد فقال صلى الله عليه وسلم (هنا يترك الخل خليله)فقال ومامنا الا له مقام معلوم لو تقدمت انت لاخترقت اانوارالكمال ولو تقدمت انا لاحترقت من انوارالجلال،

وتابع” منجود” الدرس الرابع:من الاسراءوالمعراج مكانة مصر الحبيبه يقول صلى الله عليه وسلم فى الاسراء رأيت قطعة نورانية فقلت ما هذه القطعه فقال جبريل :انها مصر انزل فصل فصلى هنا فنزلت فصليت فقال جبريل ذاك المكان الذى تجلى الله فيه لموسى عليه السلام وهو جبل الطور وكلم الله موسى تكليما، قال تعالى فى سورة الأعراف(ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب ارنى انظر اليك قال لن ترانى ولكن انظر الى الجبل….الخ الايه الكريمه)

واختتم “منجود” بالدرس الخامس والمستفاد من تلك اليله قائلا ؛والدرس الخامس :مكانة الصلاه فى الأسلام حيث شرعت الصلاه ليلة الإسراء والمعراج شرعت بدون حجاب على بساط انس الله تعالى هذا ان دل فإنما يدل على علو منزلتها ومكانتها فى الأسلام

 

وفي نفس السياق يقول الشيخ “حسين العسقلاني” إمام مسجد الهداية بالفيوم أن رحلة الإسراء والمعراج تمثل نموذجا من الترويح عن قلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم،

بعد جانب كبير من المعاناة في دعوة قومه وتحمل عدة صنوف من الإيذاء على مدى عشر سنوات؛
يقول “العسقلاني” كما تظهر لنا الكثير من الدروس والعبر في ثنايا هذه الرحلة العظيمة منها أهمية الصلاة والزكاة وخطورة أكل مال اليتيم ظلما كما يتجلى لنا بوضوح مكانة المساجد بشكل عام وعلى رأسها المسجد الحرام والمسجد الأقصى المبارك.

ويختتم “العسقلاني” حديثه قائلا وكذلك انتقلت قيادة البشرية في تلك الرحلة من بني إسرائيل إلى بني إسماعيل حيث صلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالأنبياء إماما وغير ذلك من الدروس المستفادة والقيم العالية.

 

وفي لمحة طيبه عن ذلك الحدث الجليل يقول الشيخ “الحسين عبدالحكيم القاضى” واعظ بمجمع البحوث الإسلامية

جرت سنة الله أن يؤيد رُسله بمعجزات خارجة عن إطار المعتاد في مجتمعاتهم، لتكون بمثابة التأييد والتصديق والإثبات لدعوى الرُسل عليهم السلام أنهم مبلِّغون عن ربهم، واقتضت حكمته سبحانه أن يكون بعض هذه المعجزات أمورًا حسّيّة، تتعلّق بالزمان الذي بُعث فيه النبي، ومن ذلك معجزتا الإسراء والمعراج الواقعتين لنبينا عليه أفضل الصلاة وأتم السلام، والمقصود بالإسراء هو السير ليلا من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى المسجد الأقصى بفلسطين، قال تعالى
:«سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ».

والمقصود بالمعراج هو العروج بالنبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الأقصى إلى السماء الدنيا ثم إلى السماوات العلى، ومنه إلى سدرة المنتهى، وفي ذلك عبّر القرآن الكريم في مفتتح سورة «النّجم» بقوله: «وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى».

يقول” القاضي “وقد تأكد قبول صحة هذه الحادثة ثبوتًا وإيمانًا من خلال ما قرره القرآن الكريم، والسنة المطهرة، وإجماع من يعتدّ بهم من علماء الأمة الإسلامية عبر العصور المتلاحقة، غير أن بعض الطاعنين في ثبوتها اعترض على كونها حادثة في اليقظة، فادعوا أنها كانت رؤيا منامية، أو أنها رحلة روحية فقط وليست جسدي
اتفق جمهور العلماء على أن الإسراء حدث بالروح والجسد؛ لأن القرآن صرح به لقوله تعالى: ﴿بِعَبْدِهِ﴾ والعبد لا يطلق إلا على الروح والجسد، فالإسراء تحدث عنه القرآن الكريم والسنة المطهرة كما وردت الاحاديث الصحيحة كثيره منها مارواه الامام مسلم فى صحيحه حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ” أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ، وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ. قَالَ : فَرَكِبْتُهُ حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ. قَالَ : فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بِهِ الْأَنْبِيَاءُ. قَالَ : ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ….. الى اخر الحديث

، وأما المعراج فقد وقع خلاف فيه هل كان بالجسد أم بالروح -أي رؤيا منامية-، وجمهور العلماء من المحققين على أن المعراج وقع بالجسد والروح يقظة في ليلة واحدة، وما يراه بعض العلماء من أن المعراج كان بالروح فقط أو رؤيا منامية فإن هذا الرأي لا يعول عليه؛ لأن الله -عز وجل- قادر على أن يعرج بالنبي -صلى الله عليه وسلم- بجسده وروحه كما أسرى به بجسده وروحه.

واختتم “القاضي” حديثة قائلا وإذا كان القرآن الكريم قد تحدث عن الإسراء صراحة وعن المعراج ضمنًا، فإن السنة جاءت مصرحة بالأمرين الإسراء والمعراج.
ومن هنا نفيد أن الرسول الكريم قد أُسْرِيَ به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عرج به من المسجد الأقصى إلى السماوات العلا بروحه وجسده جميعًا، والله أعلم.

اضف تعليق