التعلق والإعتياد والإمتلاك |صوت مصر نيوز

الإثنين 25-03-2019 15:33

بقلم:محمد سيد

 

التعلق بالأشياء يُعد من أكثر الأمور التي يجب علينا الحظر منها والإبتعاد عنها قدر المُستطاع، فالتعلق يُصاحبهُ نوعاً من أنواع الحب ألا وهو “حب الشيء بذاته وعينه”

وهو من أخطر أنواع الحب التي لها نتائج وخيمة على صاحبِها، ويُصاحبه أيضاً شعورًا بإمتلاك الشيء دون النظر إلى إستحقاق هذا الشيء من عدمه ..
والتعلق بالأشياء دائماً ما يكون مؤقتًا سواء أكان تعلقاً بشيئًا ماديًا أو معنويًا (فالطفل الصغير عندما يتعلق بلعبةٍ ما، لا يعني هذا أنه سيتعلق بها طوال مراحل عمره لأن تعلقهُ بها يظل فترة مؤقتة من الزمن ويتناساها) أما عن التعلق بالأشخاص فهذا ما يجب علينا أن نتجنبه لأن التعلق بطبيعة الحال يزول مع الوقت، والتعلق بالأشخاص دائماً ما يأتي من طرف واحد لهذا يكُن مؤقتًا زائلاً، التعلق بالأشخاص يعني البقاء والإمتلاك دون النظر إلى ما يسمى بالتوافق بين الطرفين، وهذا إن دل على شيء دل على الأنانية، فالتعلق مثلما يُصاحبهُ نوعاً من الحب يُصاحبه أيضاً نوعًا من الأنانية وحب الذات ..

أما عن الإعتياد فهو ما نتج عن التعلق، فالإعتياد مشهدًا متكررًا من الصعب إنقطاعه، والإعتياد على شيء لا يعني بالضرورةِ إمتلاكه، فالكثير من العلاقات ناتجة عن مبدأ التعلق وبالتالي تتراكم المشاهد والمواقف المعتادة يوميًا فيخلق ما يسمى بـ “الإعتياد” وبالتالي فإن الإعتياد الناتج عن مبدأ التعلق يختلف تمامًا عن الإعتياد الناتج عن الحب، فالأول يزول بمرور الوقت والثاني من الصعب نسيانه

أما عن الإمتلاك؛ فهو حالة ثالثة جنونية ناتجة من تعلق دائم وإعتياد مستمر، فـ شعور الإمتلاك الناتج عن التعلق والإعتياد صدمة حقيقية في وجهِ صاحبِها لإمتلاكه لشيء وهمي ..

المصطلحات الثلاث السابق ذكرها لها علاقة بمصطلح “الحب” فالتعلق نابع من الحب، وإن كان الحب يختلف عنه كثيرًا، فمن الخطأ وصف التعلّق بالحب، فالحب شعور متبادل بين شخصين له معاني كثيرة كالتضحية والثقة والاحترام، ويتراوح الحب ما بين إفراط وتفريط وإعتدال والذي فيه نستطيع التخلي إن وصل الأمر لطريق مغلق وظروف معينه وبالتالي نستطيع التحمّل ونعتاد الغياب وربما يمكننا النسيان ..
أما التعلق فهو درجة زائدة عن الحب بمراحل ومظاهره عديدة كتعلق شاب بفتاه أو العكس أو تعلق الاصدقاء ببعضهم، وهو ناتج عن ما يسمى -بالجفاف العاطفي- الذي يفتقده الإنسان داخل بيته فيبدأ بالبحث عن الأمان فيتعلق بأي شيء ويظن أنه الحب وعندما يصطدم بالحقيقة يصيبه المرض فلا يستطيع التخلي عن الشخص المتعلق به أياً كانت الظروف المحيطة فلا يستطيع التأقلم ولن يعتاد الغياب وربما ينهار نفسياً ..
والتعلق كما ذكرنا ينشأ عنه الإعتياد والإمتلاك، لذا يجب أن نتجنبه ونفرق ونعي جيدًا الفرق بين “الحب والتعلق” كي لا نقع فيه، فإن كان الحب مخاطرة بالنفس فالتعلق يبدو مخاطرة مميته ومخيفه ..

اضف تعليق