“البساطة” .. لـ تقوي مجدي | صوت مصر نيوز

الإثنين 07-01-2019 21:06

 

بقلم : تقوي مجدي



لماذا أصبحنا نفكر ونخطط قبل التعامل مع الأشخاص؟ ونعد الحسابات حتى اصبحنا نتمنى أن نكون مثل الأطفال في تصرفاتنا، نقوم بكل شيء دون تفكير أو حساب وخوف من أن نفهم عكس ما نريد، يقول الفضيل بن عياض- رحمه الله ” إنما تقاطع الناس بالتكلف، يزور أحدهم أخاه فيتكلف له فيقطعه ذلك عنه” وبهذا ابتعدنا عن البساطة عن حياتنا وصعبْنا الأمور أكثر على أنفسنا، ففقدنا نعمة البساطة وفقدنا نعمة الراحة معها.

الخوف من نقد الناس في حياتنا وفي علاقاتنا أجبر الشخص على ممارسة التكلف والتصنع في التعامل الرسمي وقيود المظاهر، فظهرت البساطة في ثوب السذاجة والتفاهة أحيانا،، ولكم أن تتخيلوا كم أن هذا متعب للنفس، في حين أن البساطة أرقى بكثير من أنك ترهق نفسك في شخصية ليس لك ولا تليق بك أساسا.

يكفي أن تكون على طبيعتك دون بذل أي جهد منك لاكتساب محبه الناس، إن هم أحبوك فبادلهم وإن لم يفعلوا فلا تلومهم على ذلك، المحبة لا تأتي بالتصنع أو جبرا، فالتكلف بما ليس فيك مصيره سيكشف وتجد نفسك في وضع لا تحسد عليه على قول الفاروق: “من تزيّن بما ليس فيه شانهُ الله”، لذا لا داعي للخجل من حالتك فليس عيباً أو خطأً أن لا تكون من حالة غيرك، كل العيب هو أن تلبس ثوباً ليس ثوبك أو ليس على مقاسك.



وقد يكون هذا المجتمع قاتل للعفوية والتلقائية والبساطة، ويفضل العقد والنفاق والتصنع بامتياز كما يقول فيودور- دوستويفسكي أن البساطة مازالت تقاوم وتفرض نفسها في وسط ازدحام هذا العالم، في نفوس الطيبين أعداء الأقنعة الواثقين من أنفسهم. والمتصالحين معها ومع الآخرين، الذين يزنون الناس بقلوبهم الطيبة وأفكارهم الجميلة هم الذين يجعلوو البساطة هي سمتهم التي تميزهم، الذين على فطرتهم وليس على طبيعتهم فشكرا لهؤلاء النادرين الذين لا يجيدون شيئا سوى البساطة وجعلونا نتعامل مع العيش في هذه الأرض،( فكن بسيطا.. تعش ملكا) .

 

اضف تعليق