الدكتوراه الفخرية والحفاظ على قيمتها الأدبية

الثلاثاء 17-10-2017 02:23

بقلم – محمد سعيد ابوالنصر 

من آن لآخر أجد رجلا أو امرأة ينوه عن نفسه على صفحات التواصل الاجتماعي …، ويقول يا أهل الحي والوادي : باركوا لي على حصولي على الدكتوراه .. ،

ثم نجد سيلًا منهمرًا من التبريكات.. ، ألف مبارك ..للدكتوراه تستحقها بجدارة ، أنت أهل لهذا … وكلام لا باب له إلَّا باب واحد ..باب السخافة، والنطاعة، وقلة القيمة، والاستخفاف بعقولنا.

وكل هذا ليس عجيبا على شعب ينادي على سواق الميكروباص ويقول له : يا باش مهندس ، وعلى أمين الشرطة: يا باشا ،وعلى السباك: يا أستاذ وعلى حامل دبلوم الزراعة في الصيدلية: يا دكتور، إننا في زمن تاهت فيه القيم وطفا على السطح الرمم وغاص تحت الماء ذوو الهمم ،علينا أن نكون دقيقين في مسألة الألقاب العلمية ،وننادي على كل صاحب لقب بما يستحقه فلقب دكتور يطلق على الأستاذ الجامعي ، ولقب سفير يطلق على العاملين في مجال السلك الدبلوماسي ولقب مستشار على العاملين في مجال القضاء.
إن الدكتوراه لا تعطي إلَّا للعلماء الذين لهم أياد بيضاء على العلم والثقافة.
الدكتوراه لا تُعطى للأميين الذين لا يجيدون القراءة والكتابة ،ولا لأشباه الأميين الذين لا يعرفون الفرق بين اسم الإشارة هذا واسم الإشارة هذه .،ما أراه أن هذه الدكتوراه لأمثال هؤلاء ما هي إلَّا ورقة من الممكن أن تستخدم كقرطاس لب …، وهذا كله يصب في النهاية ضد مصلحة الأمة ، والعالم من حولنا ينظر إلينا باستخفاف فقل لي بربك ..ما معنى أن يعطي شهادة الدكتوراه إنسان لا يعرف العجوة من الطوب الأحمر، أو الألف من كوز الذرة ..إننا كعرب لدينا هوس الألقاب فهذا مستشار، وهذا دكتور ،وهذا معالى الوزير ،وهذا رئيس مجلس إدارة ، لكن ما الذي يملكونه من مواهب تساعد الناس ،حال أمتنا يجيب على هذا السؤال وهي أنهم يملكون ألقابا بلا أوزان ..

اضف تعليق