مُجتمعَات فقدتْ هويتَها … | صوت مصر نيوز

الثلاثاء 11-09-2018 20:57

بقلم محمد سيد شحات

 

هوية المجتمعات على وجه العموم تتحدد من خلال ثقافة شعوبها متحضرةٌ كانت أمْ متخلفة، ويأتي -الإنتماء للوطن والإعتزاز باللغة – في المرتبة الأولى للدلالة على ثقافة الشعوب المتحضرة، بل وتعد المحور الأساسي الذي تُبنى عليه هوية المجتمعات، وتختلف هوية هذه المجتمعات عن بعضها البعض نتيجة لإختلاف الثقافات، واللغات، والأديان السماوية، كـ إختلاف ثقافات المجتمعات الغربية عن الشرقية، وإختلاف ثقافات الدول العربية عن غيرها من الدول الأوربية والأسيوية والافريقية وغيرها ..

وتعد المجتمعات الغربية الأكثر تقدماً في مختلف مجالات الحياة، وهويتهم المعلنة التقدم والرقي والوصول إلى مكانة مرموقه بين مختلف المجتمعات، وهويتهم الحقيقية هي تغيير مفاهيم وثوابت آمنوا بها ولم يعترفوا بها لغيرهم من المجتمعات الأخرى، كمفهوم الديمقراطية التي طبقوها في بلادهم ونادوا بها بوصفهم من الشعوب المتحضرة، ومن جهة أخرى يقضوا على هذه المفاهيم من خلال الحرب الفكرية ومواكبة عصر التكنولوچيا.

وأغلب المجتمعات العربية على وجه الخصوص “فقدت هويتها” نتيجة فقدان الوعي تجاه الإنتماء للوطن وهو ما عمل عليه الغرب للقضاء على هوية هذه المجتمعات، عدم الإنتماء للوطن المتمثل في عدم الإعتزاز والإعتراف باللغة الرسمية، فالهوية الحقيقية لدى المجتمعات العربية تكمن داخل اللغة والإعتزاز بها، فاللغة تعد أساسا لـ هوية المجتمع .
وأين اللغة التي يعتز بها شعوب هذه الدول العربية؟!!
على سبيل المثال:
عند التحدث عن (جمهورية مصر العربية) من مدلول الإسم نجد أن لغة هذه الدولة( اللغة العربية الفصحى) فـ أين هي الآن من أبنائِها، وأين فصاحتِها التي هُدمت بمرور الزمن وحلت العامية المصرية بألفاظِها وأشكالِها المختلفة الدالة على التخلف والجهل الذي حلَ بالمجتمع، والأشد جهلًا أن تُستبدل اللغة الرسمية بـ لغة أخرى للتعامل بها في كثيرٍ من الأمور كـ نوعًا من التقدم والرقي، وهذا يُعد دليلا هو الأخر لفقدان هوية هذه المجتمعات .

وتعد الأديان السماوية القوام الأساسي في تحديد هوية المجتمعات، بما جاءت به وبما اشتملت عليه من مباديء وأسس ومعايير ثابته لا تتغير
(المجتمع الإسلامي) على سبيل المثال تحددت هويتهُ من خلال ما جاء به الكتاب المبين وفسرتهُ الشريعة الإسلامية للعوام من الناس، فالهوية الإسلامية هي إعمار هذا الكون وانتشار هذا الدين والعمل بمبادئه وتنوير عقول البشر من الجهل بالله سبحانه وتعالى، وللأسف تغيرت هذه المفاهيم الدينية لعادات وتقاليد و يتبعها المجتمع، فـ أغلب المجتمعات الإسلامية صارت تؤمن بمفاهيم بثها الغرب للتشكيك في مباديء الدين، فهل تكن لهذه المجتمعات هوية حقيقية !!

وبالتأكيد كل مجتمع يخلق هويته بحسب ثقافة شعوبه، وإنتمائهم لوطنهم، واعتزازهم بدينهم ولغتهم
فهكذا تُبنى هوية المجتمعات ..

اضف تعليق