” الإبداع “

الجمعة 06-10-2017 16:14

بقلم إيمان الطوخي 

تمر بنا الأيام تباعاً،و يتعاقب الليل والنهار، وفي كل يوم تظهر شمس ثم تغرب ويأتي القمر في تتابع مستمر ، وكذلك في كل يوم يمضي ويمر على الإنسان تكون حياته في هذا التكرار.

تكرار المشهد في كل صباح ومساء والفارق بينهم لحظات ، وإنه بمرور الأيام يجد الإنسان نفسه كهلاً ، فعجوزاً ، ثم لا يجد أمامه سوى شبح الموت يحلق فوق رأسه ، وهكذا تنتهي حياة الإنسان المليئة بالروتين والمزدهره بالتكرار ، التكرار الذي يجعل منا مجرد أناس عاشوا حياة سواء كانت طويلة أو قصيرة لم يأثروا ولم يتأثروا ، حياة عقيم لا تلد إبداعا أو تطورا ، وإنما تلد فقط الروتين ، ودفن الإبداع حيا ، فيا للأسف على حياة ، على عمر، على زمن ذهب هباء منثورا . 


إن جميع الكائنات الحية تخلق أجيالاً متنوعة ، و كل جيل يتطور عن سابقه ،تطور جيني ولكنه طفيف ، لا يظهر واضحاً على المستوى المرئي ، أو بمعنى آخر يوجد ثبات نظري في الصفات الوراثية للأجيال ، فنلاحظ مثلا أن بعض الكائنات الدقيقة تختلف صفاتها الوراثية من جيل لآخر حتي يستطيع التكيف مع البيئة الجديدة والتي تختلف من جيل لآخر و يتلائم معها ، ومن الملفت أن التغير الوراثي الحادث بين كل جيل و آخر من البشر ليس بتغير شكلي أو تغير عضلي ، و إنما ما هو إلا تغير عقلي ، أي تطور ذهني ؛ حيث أننا الآن في حاجة إلى التطور العقلي بحاجة إلى التفكير والإبداع وإعمال العقل وليس العضلات ؛ حيث أن عقولنا و ابداعنا العقلي و الذهني سينتج لنا أشياء سهلة و بسيطة لا تحتاج إلى ذلك المجهود العظيم الذي تبذله العضلات، نحن بحاجة إلى هذا التطور الذهني كي نبني مجتمعات مبتكرة وليست مقاتلة. 


إن كلمة المستحيل يدمرها العقل البشري ، بل و يمحوها من القاموس المحيط ، و أيضاً هو يثبتها قانوناً في عقول اللابداعين ، العقول العقيمة عن الإبداع وبالتالي التميز، فينبغي أن يخلق الإنسان منا الابتكار ليؤثر ويتأثر ، فمثلاً لما يظل المعلم يشرح بنفس الطريقة التي تعلمها على يد أساتذته ، وفي نظره هي هي الطريقة المثلى في التدريس ؛ لأنها فقط أنجزت معه ومع كامل جيله ، فأصبح معلما، وذاك زميله طبيباً ، فيسير على هذا النهج ؛ لأنه فقط أثر في جيل كامل ، ولم يدرك أنه في الأربعين من عمره ، فكيف لطريقة واحدة أن تؤثر في جيلين شتان بينهما عقليا وثقافياً واجتماعياً وتطورا هائل ، لذا يجب علينا أن نتطور ، وأن ندرك حجم الفجوات الموجودة بين كل جيل و آخر، علينا أن نبدع؛

حيث أن الإبداع هو طريق البشرية إلى الفلاح والتقدم ، والوصول إلى محطة ما يسمونه بالمستحيل، إذن كلمة السر نحو التميز هي الإبداع ، وإدراك مدى اختلاف القدرات العقلية و الذهنية والفكرية لكل جيل ، تلك هي كلمة المرور لأي باب ، وهي ما ستحملنا لصعود سلم الرقي والازدهار لذا دع عقلك يعمل وابتكر .

اضف تعليق