غاية الحياة

الأربعاء 16-05-2018 17:46

بقلم محمد سيد

 

دروب الحياة كثيرة وأكثرُها مليئة بالمتاعب، التى قد تكون عائقًا أو حاجزًا بين ما يرغبهُ الإنسان وما يمتنع عنهُ، فى حين أن الإنسان يسعى جاهدًا أن يسلك طريقاً سهل العبور لتحقيق غايتُه، وما هى غاية الإنسان وما هدفهُ الأسمى الذي من أجله يواجه الكثير والكثير من هذه المتاعب؟ وما هى الحياة وما غايتها؟
يختلف الأمر كثيرًا بين غاية الإنسان بالحياة وغاية الحياة نفسها، فالغاية ما هي إلا أهداف يسعى إليها المرء جاهداً لتحقيق ما يطمح إليه، وأهداف الإنسان متنوعة الأشكال والمظاهر، بعضها أهدافًا سامية عالية تعلو بالإنسان من الدنو إلى الرقي بوصفه إنسانًا له دورًا مؤثرًا فى حياة الآخرين، وبعضها أهدافًا بها نوعًا من المغامرة والتحدي لإثبات الذات، فى حين أن إنعدام الرغبة فى بناء الذات هو إنعدام الهدف والغاية ..
وغاية الحياة من السمو والعلو من سعى لها سلك طريقًا صائبـًا نحو العبور إلى عالم الخيالات، ونشتهى فيه الرحيل لتحقيق كمال الغايات، وندرك الحقيقة الكامنة لعالم اللهو والسذاجات، فالغاية الأسمى تلك التى تمتاز بهدفٍ مقامهِ الأول بناء الذات فى أحسنِ تقويم كما قدر لها الله -سبحانه وتعالى- من تقويمٍ كاملٍ أساسه العقل الحكيم وغايتهُ تعميرُ هذا الكون ونشر المبادئ التى جاء بها دين الإسلام، لتكن هوية الإنسان محدودة الملامح لها هدف صائب، الهوية التى يفتقدها الكثير والكثير من بنى البشر، فالإنسان بلا هوية كالتائه فى عالم اللهو بلا هدف، وغايات الإنسان بالحياة متعددة فالعمل له غاية، والعلم له غاية، والدين له غاية، والحب بجميع أشكاله له غاية، والوطن له غاية، ولكن الغاية العظمى من الحياة بالدنيا هى -الله سبحانه وتعالى وبلوغ الدار الآخرة- والدين هو الوسيلة الأمثل للوصول لتلك الغاية، وشرائع الدين والعمل بها فى الدنيا هى طريق الوصول نحو مسار الغاية العظمى للإنسان وهى الله سبحانه وتعالى وبلوغ الدار الآخرة ..

اضف تعليق