تَعوّدْ

الخميس 26-04-2018 10:00

كتب محمود علي

ربما كان عيب في تركيب جيناتنا البشرية .. ربما كان خلل في حمضنا النووي .. ربما كان مرض لم نعرف له علاج بعد .. و لكنه بالتأكيد يجعلنا تعساء ..
ان التعود يقتل كل شئ …
قالت لي تلك الجملة التي لم استوعبها في حينها قبل ان تذهب و لا تعود الي الأبد .. كان السؤال الذي حير كلانا لسنوات ، أين ذهب الحب ؟ أين ذهبت مشاعرنا الملتهبة ؟ كيف لم أعد أراها الاجمل علي الإطلاق ؟ كيف لم تعد تراني الأروع علي الإطلاق ؟ …
و كانت كلماتها الاخيرة تمثل اجابة شافية وافيه لكل ما قد يخطر ببالك من تغيرات علي اي مستوي ..
كدت أطير فرحا يوم ابتعت تلك السيارة الجميلة و ظننت ان فرحتي بها ستدوم الي الأبد و لكن ما ان مر اسبوع حتي لم أعد الحظها ..
كيف بدأت اي ظاهرة قبيحة بشعور عام من النفور و الكراهية الي ان صارت شئ عادي يتعامل معه الجميع و كأنه كان موجود منذ انشاء العالم ..
اؤلائك الأحرار الذين اسروا ليباعوا في سوق النخاسة و تمردوا بالبداية ليصيروا مع الوقت عبيد ينجبون جيل من العبيد عن قناعة
التعود يقتل كل شئ …
هكذا ببساطة قالتها و رحلت لتوجز معاناة طويلة مرت بها تلك المرأة العاقر المدعوة إنسانية .. قالتها لتغلق كل الأبواب و تحول علامات الاستفهام الي علامات التعجب من هذا الداء البشري العجيب ..
قالتها ورحلت لأموت ألما علي فراقها و لكنني بالطبع سأعتاد و سيندمل الجرح بالتأكيد .. فالتعود يقتل اي شئ .. حتي و ان كان جرح غائر بالقلب ..

التعود يقتلنا

اضف تعليق