لحظات فارقة قبل وفاة الزعيم “جمال عبد الناصر” والسبب الحقيقى للوفاة

الخميس 28-09-2017 15:28

كتبت هند ابراهيم

 

كان الوقت غسقًا.. لم يؤذن للعشاء بعد، وصل إلى منزله فى منشية البكرى منهكاً بعد استضافة القاهرة للقمة العربية الطارئة 1970، تسارع الأطباء للكشف عليه فعرفوا أنها لحظاته الأخيرة، فالنبض يركض سريعًا بشكل خيطى يكاد ألا يكون محسوسًا، وضغط الدم بالغ الانخفاض.

توفى جمال عبدناصر بعد عدة ساعات، وفقًا لطبيبه، الصاوى حبيب، كان السبب المرجح للوفاة هو تصلب الشرايين، والمضاعفات من مرض السكرى، بالإضافة إلى تاريخ عائلته فى أمراض القلب التى تسببت فى وفاة اثنين من أشقائه فى الخمسينات من نفس الحالة.

بكى الرجال والنساء والأطفال، فقد رحل محقق أحلامهم ومخلصهم من أيام الفقر والاستعباد التى عاشوها قبل ثورة يوليو، فبعد أن ملأ نهارهم عطاء ومحبة وإخلاص، جاء الليل الحزين ليخطف منهم رجلاً ليس ككل الرجال كما وصفة الراحل محمد أنور السادات فى خطاب الوداع.
ملأ المصريون الشوارع فى مشهد عزاء مهيب، ربما يكون الأكبر فى تاريخ مصر، خمسة ملايين يبكون معاً، لفراق إنسان، هذا ما يؤكد أن للزعامات فى دنيا الناس تجليات، حقق عبدالناصر أرفعها عزة وكرامة، حيث علّم الأمة أن تعمل بنفسها طوال عمرها إلى نهاية الأجل.

المشهد تكرر فى شوارع الدول العربية، فقد سيطر على القاهرة ومدن البلدان العربية صمت الأحزان الأليمة لتتشح بالسواد وشارات الحداد، ليتوقف كل نشاط فيها عدا البكاء، وتدفق الآلاف من الناس فى شوارع المدن الرئيسية فى جميع أنحاء الوطن العربى معلنين مرددين: “ناصر لن يموت أبدًا”.

حتى يومنا هذا، يعتبر ناصر شخصية بارزة فى جميع أنحاء الوطن العربى، ورمزًا للوحدة العربية والكرامة، وشخصية هامة فى تاريخ الشرق الأوسط الحديث، ويعتبر أيضًا بطل العدالة الاجتماعية فى مصر.. تقول مجلة “التايم” البريطانية رغم الأخطاء وأوجه القصور لديه، أضفى ناصر شعورًا بالقيمة الشخصية والكرامة الوطنية، التى كان المصريون والعرب لا يعرفونها قبله.

اضف تعليق