مفاهيم خاطئة

الخميس 19-04-2018 21:56

بقلم/ محمد سيد

تعددت المفاهيم الخاطئة، ونتج عنها الكثير من الأفكار التى يتم تطبيقها داخل المجتمع بصورة سريعة، وصارت من أعراف المجتمع وعاداته، وأصبحت هذه المفاهيم صحيحة فى عُرف المجتمع حتى وإن كانت مخالفة للشرع، لذا يجب توعية المجتمع بمثل هذه المفاهيم من خلال عرضها وتفسيرها بشكل صحيح، وفى ظل ترسيخ هذه المفاهيم وانتشارها داخل المجتمع كان البعد عن الدين أمرٌ طبيعي، وساعد ذلك على عدم اللجوء للعقيدة الإسلامية الصحيحة، فى حين استخدام العادات والتقاليد الاجتماعية على أنها حكم شرعي يجب العمل به، وتختلف هذه المفاهيم وتتعدد معانيها من بيئة لأخرى، أي أنها ظهرت وتفرعت لبيئات عديدة ثم ترسخت فى عقول الكثير من البشر نتيجة جهل المعرفة بالثقافة الدينية، ومن هنا ظهرت هذه المفاهيم لهدف مقصود ألا وهو هدم المجتمعات الإسلامية، منها على سبيل المثال “مفهوم حرية المرأة” داخل المجتمعات الإسلامية، لتحريرها من القيود الإسلامية، وما فُرض عليها من إلتزامات، وما وراء المفهوم ما هو إلا محاولة لتشويه الدين وإثبات أن المرأة فى الإسلام مقيدة وغير متحررة، وبالتالي يستخدم البعض مفهوم -حرية المرأة- بشكل خاطيء لتصبح المرأة متحررة فى فعل أي شيء داخل المجتمع دون النظر إلى ما وضعه الإسلام من قيود تحفظها، والحقيقة أن الإسلام عندما جاء حفظ للمرأة حقوقها التى كانت مسلوبة فى الجاهلية والعصور القديمة والوسطى وحررها وجعل لها حق الحرية فى طلب العلم وحق المشاركة فى العمل، وجعل لها قيمة عظيمة ووضع لها حدود كي تحفظها.
ومنها أيضـًا “مفهوم الزواج عن حب” ومحاولة إقناع الرجل كان أم المرأة أن الزواج لا يتم فى احسن صورهِ إلا بعلاقة حُب سابقة له، مُستدلين بذلك على قول الرسول صلى الله عليه وسلم “لا ارى للمتحابين إلا النكاح” ومن الخطأ فهم هذه القول حسب الأهواء والنفوس، والقصد من قول الحبيب -صل الله عليه وسلم- هو الراحة النفسية والقبول لكلا الطرفين تجاه بعضِهما البعض من خلال النظرة الأولى على سبيل المثال، ومقصود الحديث ليس لتشريع الحب والتعمق فيه بل مقصوده معالجة هذا الحب بالزواج
ومنها أيضـًا “مفهوم إباحة الاختلاط” الذي نتج عنه العديد من الكوارث الطاعنة والهادمة للدين، وانتشر داخل المجتمع وتم ترسيخه لحاجة أو لغير حاجة، زاعمين بذلك أن الاختلاط يعمل على تقدم الشعوب واكتساب الثقافات والعمل فى رقي، وأن الاختلاط أمرٌ حتمي فى الحياة العلمية والعملية وأن المرأة لها حق المشاركة فى العمل وبالتالي فإن الاختلاط محتوم، زاعمين أيضـًا أن الذين يرون عدم الاختلاط ضرورة شرعية أو إنسانية فهذه إساءة الى الإنسانية لأن الأصل فيها الخير، ومن الخطأ أن نصدق مثل هذه الإدعاءات، والحقيقة أن الاختلاط يكون بين إفراط وتفريط، أي أن الاختلاط المحتشم بالاسواق وغيرها فى ميادين العمل كان معمولاً بها فى العهد النبوي، فالمرأة كانت فقيهه عالمة ترد على أسئلة الرجال بشرط الاحتشام والالتزام دون ميوعة أنثوية، وهذا على عكس ما نراه الأن من إباحة الاختلاط بشكل كبير وعميق داخل المجتمعات ..
وهناك العديد والعديد من المفاهيم الخاطئة التى صارت مترسخة فى عقولنا، ولكن قصدت عرض هذه المفاهيم الثلاث لثمة علاقة بينهما يلعب عليها الغرب لهدم المفاهيم الدينية،وإذا لاحظنا منذ البداية لقد ذكرت “مفهوم حرية المرأة” الذي يستخدمه الغرب لتحرير المرأة من كل شيء وبالتالي فهى حرة فى فعل أي شيء، ثم ذكرت “مفهوم الزواج عن حب” وعمل الغرب على ترسيخ فكرة الارتباط بعلاقات الحب قبل الزواج، ثم ذكرت “مفهوم إباحة الاختلاط” الذي يؤكد عليه الغرب فى الحياة العلمية والعملية، وهنا يوجد علاقة بين المفاهيم الثلاثة إذ أن المرأة حرة ولها حق المشاركة فى العمل، وبما أنها حرة قد يفرض عليها العمل نزع الحجاب أو ما شابه من المواصفات المطلوبة للعمل وبالتالى ستتعرض تلقائيـًا للإختلاط،وفى المقابل الارتباط أصبح عُرفـــًا وعادة بالمجتمع وبالتالى أصبح الأمر مباحــًا فى إقامة العلاقات عن طريق هذا الاختلاط، ليؤكد الغرب أنه نجح بالفعل فى تفتيت وهدم العقيدة الإسلامية الصحيحة ..

اضف تعليق