ييرزُقنا الله الحُب

الإثنين 09-04-2018 15:29

بقلم: محمد سيد

“يرزقنا الله الحب” هو عنوانـــاً يحمل فى طياتهِ معاني ورسائل عظيمة لابد من الإيمان بها والسعي وراءها وحسن استقبالها ..
يرزُقنا الله الحب مع حبيبًا يُشبُهنا كثيرًا، فالحُب رزق يأتيک وقتما يشاءُ الإله، وما أجمل الرزق حين يبعثه الله لك مع حبيبـًا يأخذ بيدك للجنة، فتتشابه الأرواح لجمالِ نقاءِها، وتتشابه العقول لِحُسنِ فكرِها، وتتشابه القلوب لِصفاءِ بياضِها، ويجمع اللهُ – عز وجل – بين تلك الأرواح فى أُلفه ومودة ورحمة ..
والحُب الناضج يأتى على هيئة صورة جميلة، وأجمل ما فيه أنه يأتِ بعد الصبر والتمنى والبحث عنه كثيرًا وسط النجوم والأفق البعيدة، ويشاء الإله فى برهةٍ أن نعثر عليه بعد كثرة البحث عنه ليُخرِجنا من عثرات الحياة ويطِيبَ القلب باحتوائهِ، فالحُب مخاطرة ومجازفة يعلم خطورته -الناضج- الواعي لعواقبه المؤمن به ولا يخوض فيه إلا بِحظر ، لإدراكه كوارث الحب عندما لا يتوافق مع الواقع ويأتِ القدر على عكس التمنى ..
ومن صور الرزق هذه، قد تُفتن بنجمة لامعة فى السماء ، وقد تُفتن بنور القمر الساطع فى ذاك الظلام الدامس، وتظهر أطياف الهوى وتحوم حولك، فتهوى قمرًا بعيد المنال وتسعى تلقائيـًا للوصول إليه بقلبٍ هائم ونفسٍ راغبة، ولِمَ لا ؟ أليس من حق الإنسان السعي وراء ما يتمناه ! أليس من حقهِ أن يسعى لتحقيق ما يؤمن به عقله ويتمناهُ قلبه، قلبهُ المُعتم والمُنكسر والمُقيد منذ زمن، قلبه التائه الباحث عن النور واليقين الذي آمن به -يقين الهوى الحقيقي-
فيأتيكَ الرزق فى صورة القمر وما اجملها صورة ..
وقد تأتيكَ صورة الرزق فى الحب على هيئة زهرة جميلة بيضاء اللون، فـ تسعى جاهدًا للحصول عليها وقلبُكَ هائمًا وعند قطفها تفقدها بمرور الوقت، لأنكَ لم تحافظ عليها ولم تُحسن إستقبالك لها، وكان عليك رويها لنيلَ طِيبها وهكذا تُحسن إستقبالك لصورة الرزق وتحصل عليها وتملكَها ..
فالحب رزق وصوره مُتعددة المظاهر والأشكال، فلا داعي لتساؤلات النفس وماذا يُخبيء القدر؟ ومتى سيظهر طيف الهوى الغائب؟ فقط كُن على يقين بأن الهوى أتٍ أت وأحسن أستقبال صورته ..

” مُقتطفات وروائع من كتاب – روح الأنثى – “

اضف تعليق