من وحي المعاني | صوت مصر نيوز

الإثنين 04-06-2018 21:32

ورده

كتب محمود علي

 

في معنى الجوهر




الجوهر .. هي حقيقة الإنسان وذاته ، ومعدنه الأصيل ، وروحه الطيبة ، ومشاعره الجميلة الخيرة .. فالمولى عز وجل خلق الإنسان من مادة وروح .. فتمثلت المادة فى مظهر الإنسان الذى صوره الله فأحسن تصويره ، أما الروح فتمثلت فى جوهر الإنسان وماهيته وفضائله .. والإنسان لا يسمو بلونه ولا بماله ولا بمظهره ولا بسلطانه .. فخالق الكون تبارك وتعالى لا ينظر إلى صورنا ولا إلى أجسادنا ولا إلى أموالنا ، ولكن ينظر إلى جوهرنا الذي يتمثل في قلوبنا وأعمالنا .. فالقلوب هي موطن نظر الله ، والإخلاص فى الأعمال شرط لقبولها .




الجوهر .. هو قيمة الإنسان الروحية ، ومبعث الحياة التي يغمرها الحب والخير والجمال والسلام النفسي .. فالجوهر هو الهدف الأسمى للإنسانية جمعاء .. فالقيم الروحية موجودة في كل زمان ومكان ، والمتغير الوحيد هو قرب الإنسان أو بعده عنها ، ووسائل تحقيقها طبقا لجوهره المتأصل في نفسه سواء خير أو شر .
الجوهر .. هو المحرك الإساسي لسلوكيات الإنسان تجاه خالقه من الناحية العقائدية والعبادات ، وتجاه الآخر فى مجال إحترام الحقوق وترسيخ قيم التواصل ، وتجاه نفسه فى مجال العناية بالصحة البدنية والنفسية
الجوهر .. هي القيم الأصيلة التي يواجه بها الإنسان صعوبات الحياة ومخاوفه .. فالإنسان دائماٌ مايعيش فى صراع بين مظاهر الحياه وجوهرها .. ومن المحزن إننا نادرا ما نجد أناس فرحين مستبشرين بحياتهم ، برغم ما يملكون من إمكانيات مادية فائقة فى حياتهم ، إلا أن فى داخلهم يشعرون بتعاسة ، نتيجة فقدانهم للسلام النفسي الذى لا يتحقق إلا بجوهر الإنسان الذي ملئت روحه بالقيم النبيلة وغمر قلبه بالحب والمشاعر الجميلة وتشبعت نفسه بالخير والفضائل التى تحقق له السعادة .. فالجوهر هو الأصل ، والمظهر قيمة مطلوبة إذا تطابق مع الجوهر




الجوهر .. هو أساس السلام العقلي والنفسي للإنسان .. إنه الوسيلة المثلى الذى تتيح له أن يتكيف مع كل مايواجهه من مصاعب الحياة وعثراتها ، وتقبل العيش مع العسر بالقدر نفسه مع اليسر .. فالحياة من سماتها التغير والتقلب ، ولا تسير على وتيرة واحدة ، فالتقبل والرضا هما الفيصل فى كل الأحوال ، ولا يدركها سوى الإنسان الذي يملك جوهر طيب .
الجوهر .. يعبر عن حقيقة الإنسان .. فالجوهر يكشف معدن الإنسان في المواقف والتعامل مع الآخر .. ومن المؤسف أن الكثير من البشر تجزع نفوسهم ، وتتسم سلوكياتهم بالأحباط وعدم التقبل فى حالة مواجهة أى ظروف قاسية ، لإنهم لا يرون فى العيش إلا الماديات والمظاهر .. أمثال هؤلاء يعتنقون المظاهر دون غيرها كمنهج لحياتهم ، برغم علمهم بـأن المظاهر والماديات سوف تزول عاجلاً أو آجلاً !.. ويبقى الجوهر هو الأساس الذى يحمل المعنى الحقيقي للحياة .. ويبقى .



اضف تعليق