“من وحي المعاني” .. | صوت مصر نيوز

الثلاثاء 29-05-2018 22:33

فتاة

كتب محمود علي

التصنع .مصطلح مشتق من صناعة ، أي أن إنسان يتصنع شخصية أو سلوك أو أفعالا مغايرة لحقيقته وطبيعته ، أو أن يتقمص دورا ليس له والمتصنع إنسان ضعيف الشخصية ، عدم الثقة في نفسه ، فيحاول أن يظهر للأخرين إنه شخص ذا أهمية بسلوكيات لا تعبر عن قدراته الحقيقية !




التصنع يعتبر من الأمراض الإجتماعية المنتشرة بين الكثير من الناس . فالمتصنع يتظاهر بما ليس فيه من الناحية المادية أو النفسية !
التصنع .. هو نوع من الرياء والكذب .فالمتصنع يكذب على نفسه وعلى الآخرين ، ويدعي ما لا يملكه حتى يندمج مع الآخرين بحثا عن رضائهم ، وحبا في مدحه والتقرب منهم وجذب إنتباههم !فيبالغ في حديثه عن قدراته وعائلته محاولا إيهام الآخرين بأنه شخص متميز على غير الحقيقة التي عليها !
التصنع .شخص يتكلف في ملبسه ووسائل التجميل وغيرها من المظاهر التافهة !.. لكن التصنع لا يدوم مهما أستتر ، وسرعان ما يكشفه الله ، لتسقط الأقنعة ، ويظهر على حقيقته التي كان يخفيها عن الناس .. فالمولى عز وجل لا تخفى عليه خافية وقادر على كشف مافي الصدور ، يقول تعالى : {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} [غافر 19] .

التصنع .. هو أن يقبل الإنسان على أفعال لا تتناسب مع قدراته ، وهو يعلم حقيقة ما يصنع .. فتجده تارة يتباهى بأشياء ليس لها وجود في حياته ، وتارة أخرى يغير من نبرة صوته لتتناسب مع الموقف الذي يتعامل معه كي يجذب إنتباه الآخرين !

التصنع .. هو نوع من العبث والفوضة التي يعيش فيها إنسان ضل الطريق ، وفقد هويته التي إنصهرت في هوية الآخرين فالمتصنع شخص لا وجود له إلا في خياله المريض فهو إنسان غارق في قاع التصنع الكريه !

التصنع هو ما يؤدي بصاحبه إلى الفشل والخيبات فالمتصنع إنسان يشعر بالنقص تجاه نفسه لذلك يحاول الهروب متصنعا شخصية جذابة لينال إعجاب الآخرين والحوذ على إهتمامهم والإندماج معهم ليكون ندا لهم !




التصنع .هو أن يبذل صاحبه مجهودا كبيرا من أجل أهداف تافهة ، لا جدوى منها سوى المزيد من الخسارات والسقوط فالمتصنع كل همه رأي الآخرين فيه مهما كلفه الأمر من إدعاءات في أشياء لا تمت له بصلة !

التصنع يفقد الإنسان الكثير من الأشياء الجميلة ، وعلى رأسها كينونته ، ومشاعره التي باعها في سوق الرقيق فالمتصنع يحرم نفسه من الحب وتكوين علاقات عاطفية حقيقية !

التصنع يتناسي فيها الإنسان ما يناسب عمره وقدره في مظهره وحديثه فالمتصنع لا يستمع لصوت العقل الذي يحاول ان يحرره من التصنع ، فهو إنسان يعيش في غيبوبة تجعله يسقط في أعين الآخرين .

فما أجمل أن يكون الإنسان ذاته وليس ذوات الآخرين .فما يناسب غيرك ليس من الضرورة أن يناسبك .فما أرقى أن تحترم قوانين الحياة بعيدا عن أدوار العبث التى تهدر العمر دون طائل !



اضف تعليق