الباحث عن الكمال 

السبت 28-10-2017 13:00

بقلم – إ يمان الطوخي

بحثت في نفسي فوجدت فيها العابد وجابهت فيها الكافر ،ابحث في خفايها فأجد فيها العادل وأرى فيها الظالم ، تنطوي نفسي على الحب والبغض معا ، على الكرامة والذل

ينغرس في دواخلها الضيق والفرح، والموت والولادة ،والأدب والمهانه، الذنب والتوبة، العفة و النجاسة،

كلما تعمقت في نفسي اجد النقيض دائماً ،وهذا أثار في نفسي تسآلاً هل خلقنا الله في تناقض كما خلق الحياة متناقضه ؟ اما أن ما نحن فيه الآن نتيجة مترتبة على تلك الحياة المتناقضه التي يوجد بها كل شئ ونقيضة ،

فبدأت بالحياة وانتهت بالموت ،بدأت بصرخة وانتهت بضحكة،ام ان تناقض الحياة هو السبب الاول والاساسي في وجود تلك الاصناف الغفيرة من البشر؟

!فيختار كل انسان منا أي من هذة المتناقضات ستكون هو ،فتنتج اصنافا من البشر منهم السعيد أو الحزين ،منهم المؤمن أو الكافر،منهم العاصي او التائب،منهم العادل أو الظالم، منهم المحب او الكاره،

ولكن اذا تفحصنا تلك الاصناف لن نجد منهم كامل الصفة ، أي لن نجد انسان سعيد دون بعض الحزن،وكذلك العكس، لن نجد المؤمن دون بعض الشك الذي ينتابه في لحظة ما، لن نجد العاصي دون شئ من التوبة،

وكذلك العكس ،لن نجد العادل عادلا في كل شئ، ولن نرى المحب دون بعض الكره، اذن فتلك المتضادات تكمل بعضها البعض ،فتؤدي بنا إلى عدم الكمال في أي من تلك الصفات التي تكون تلك الاصناف، ونصبح بعد ذلك نبحث في انفسنا و دواخلنا عن الكمال،

وكأننا نبحث عن عصفور في عش غراب ،ولكننا لا ندرك اننا إذا وجدنا ذلك العصفور سنجده مجرد وجبة لذيذ لهذا الغراب ،ونظل لا ندرك اننا نبحث عن مرادف غير موجود،ونظل نبحث دون جدوى ؛لأن هذا المرادف نسب لواحد فقط ،

ولن ينسب لغيره ،نسب لرب العالمين فقط؛لذلك خلقنا في تناقض ؛لكي نقطف من كل بستان وردة ؛ولكي يكمل كل منا الأخر فلا يكتمل أحد إلا 


بالاخر،فخلقنا أزواجا، لا افرادا،لذا أيها الباحث عن الكمال أبحث عن زوجك الاخر أو أزواجك الاخرى من اصدقاء وزملاء واهل وأحبه كي تكتمل أو تحقق قدرا من الكمال ، ولا أقتصر كلامي على شخص بعينه

بل على كل من يتم التعامل معهم على مضار حياتنا كلها ،كل من يؤثر فينا ويتأثر بنا ،فلا تضيع الوقت هباء،واكتمل كالقمر أو فلتصبح هلالا ،ولكن لا تكن محاقا ابدا مهما مرت الايام.

2 تعليقان

1

بواسطة: أ.ياسر عرفات

بتاريخ: 30 أكتوبر، 2017 9:00 مساءً

جيد جدا جدا

2

بواسطة: أ.ياسر عرفات

بتاريخ: 30 أكتوبر، 2017 9:11 مساءً

بالفعل الكمال لله وحده وعلى الانسان ان يعى باهمية دور كل انسانا مثله وتحية لكاتبة المقالة ايمان الطوخى

اضف تعليق