محمود الفدا ” قصه قصيره” | صوت مصر نيوز

الثلاثاء 20-03-2018 18:29

كتب :محمود ابوزيد

في إحدي ليالي الصيف  , جلس محمود  في المقهى الشهير وسط الشلة المعتادة من أصدقائه  , لكنه في هذه المرة كان صامتاً شارداً , يحاول جاهداً أن يخفي مشاعره  لكي يخبئ مابداخله من صراعات , لكن عيناه تبوح بما في صدره من أحزان , وأنفاسه تطلق زفرات مفعمة بالمرارة .

وحين إشتدت بداخله الأوجاع , فضل محمود الإنزواء والجلوس بعيداً عن أصدقائه محاولا إبتلاع غصته وهو يتذكر قصته مع حبه الوحيد التي مر عليها مايقرب من ما يقرب من سنه , لكنه يتذكرها كأنها حدثت في الأمس القريب ، فلمعت عيناه حين تذكر بداية قصته حين تقابلوا صدفه التي كانت تبادله عشقا بعشق .. تلك المخلوقة التي إستحوذت على كل ذره في كيانه حتى صارت حكايتهما حديث كل الناس, وكانت حياتهما معا تنساب كمياه صافية , تمتلئ بالأحلام والأماني الجميلة
ومرت ايام وليالي وشهور لا يفترقان .. إلى أن جاءت فرصة تتويج هذه العلاقة بالإرتباط ,  وأستمرت العلاقة بينهما لا يعكر صفوها شئ , يخططان لمستقبلهما معا .. لكن الحقد والغيرة من إحدى اصحابها  وصل للحد الذي أثارت فيه الفتن بينهما , بعد أن سلمت حبيبته أذنها لتلك المؤامرة التي سعت فيها اصدقائها  للحيلولة دون إكمال هذه الحكاية الرائعة التي جمعت قلبين بمشاعر أقل ماتوصف بأنها ربما لا تتكرر مرة أخرى , فشيطان الإنس أشد فتكا من شيطان الجن !.. وجاء الفراق بين محمود وحبيبته , وتم فسخ علاقتهم  , ليعلنوا الإنفصال مكرهين متوجعين !.. وانقضت أيام وأشهر, واتخطبت حبيبته لابن عمتها لتضع نهاية الحكاية .. ونزل خبر خطبتها  على محمود كالصاعقة التي هدمت كل الأحلام والأماني التي كانت يوما زاد حياته !.. فكان يحدث نفسه  مذهولا بتلك النهاية التي لم تخطر بباله يوما .
أسئلة كثيرة كانت تحاصره عن كيف تشتت الحلم ؟ وكيف إنتهت الحكاية وصارت أطلال وحطام ؟  وكيف سيتقبل هذا الوضع الجديد ؟.. كلها أسئلة , مجرد كلمات .. والكلمات لا تشفي الأوجاع , بعد أنا نامت الأحلام على وسادة الحكاية  !
وعلى مدار تلك ليالي وشهور  وحتى الآن , لم يستطع محمود أن يستعيد توازنه , لأن حبهها في قلبه  لم يختفي  حتى إنه لم يحب  إلا من بضع اشهر بعد أن تخطي الواحد وعشرين من عمره..  وعلى الجانب الآخر شعرت حبيبته  بالندم بعد أن تخلت عن قصة حب عمرها دون أن تتبين الحقيقة , فظلمت نفسها وظلمت حبيب عمرها , لكن ماجدوى الندم , فقد فات الآوان !
 إستمرت الإتصالات بينهما من وقت لآخر  , وفي كل إتصال بينهما تؤكد له كم كانت حمقاء لأنها خسرت رجلا من أوفى الرجال  !. وبرغم الغصة والألم الذي يعانيه محمود من فقدها إلا إنه كان يشجعها على إكمال مسيرة حياتها  !
ومازال قلب محمود ينبض بأسم محبوبته , وكل نبضة تروي حكاية داخل حكاية , والنسيان مجرد فكرة واهية لا وجود لها في قاموس عشقه لها .. ومازال محمود لا يستطيع أن يجد منفذا أو مخرجا من تلك الإختناقات التي تصاحبه كظله  !.. وكل مايفعله بأنه يتوجه إلى الله يدعوه أن يعينه على الصبر  , فمثل حبه الذي ملأ كيانه لتلك الرقيقة المفعمة بالحياء والأنوثة ,  لا بديل أو عوض حتى إنه لقب نفسه " محمود الفدا" نسبة إلى أسم معشوقته التي تعيش في داخله !لكن الحياه ولا تستمر علي هذا بل وجد محمود من يحبه وقد عادت الحياه من جديد الي محمود مع حبه جديد
     "محمود الفدا"

اضف تعليق