“التقليدية الطاغية على الفكر الشرقي” – صوت مصر نيوز

الجمعة 09-03-2018 19:45

بقلم : محمد سيد شحات

 

متى بدأت التقليدية تترسخ فى المجتمعات الشرقية ؟ وكيف استطاع الفكرُ الغربي ترسيخ ونشر تلك الثقافات والعقائد والأفكار المؤثرة على العقل البشري وما الهدف وراء هذا ؟ وهل التأخر فى بناء الذات البشرية – التى على أساسها يتم بناء المجتمع وفقًا للقواعد المتينه والقوام المتماسك والمتأصل بالعقائد الدينية القوية – هو سر التقليدية الهادمة وما تهدف إليه من تفكك المجتمعات العربية على وجه الخصوص؟ كُلها تساؤلات مطروحة مع تجاهل الرد عليها،وعدم توعية المجتمع الشرقي بحقيقة المصطلحات الغربية المنبثة فى صور واشكال عديدة والهدف منها هدم هذه المجتمعات فكريًا ..
– مصطلح التقليدية وما يشمله من إيجابيات وسلبيات،لا يمكن تطبيقه واستخدامه فى مجتمع إسلامي له قواعد وأسس متينه رافضًا التقليد ومتمسكًا بـ الأصول والثوابت التى نص عليها الدين،فـالتقليدية فى محل نقد ورفض وإن كان البعض قد ساعد بالفعل على إنتشارِها داخل المجتمعات الشرقية ، وظهرت على هيئة  مصطلحات عديدة منها مثلا "الديمُقراطية" التى احدثت دمارًا داخل المجتمعات سياسيًا وإجتماعيًا نتيجة عدم الوعي بأن هناك ديمقراطية حقيقية يقرها الإسلام ونجاح الغرب فى إقناع تلك المجتمعات بأنه لا وجود للديمقراطية داخلها.
منها أيضًا مصطلح "تحرير المرأة" الذي ساعد بنشره على هدم الثوابت والقيود الخاصة بالمرأة كما أن ما يعنيه المصطلح من تحرير المرأة متعارض مع الدين فازدهر التبرج وانعدمت الاخلاق مما ساعد على هدم المجتمع إجتماعيـًا ودينيـًا وأخلاقيـًا.
منها أيضـًا ما ابتدعه الغرب من أعياد وقامت التقليدية بدورِها فصار الاحتفال بها واجبـًا فى المجتمع الشرقي التقليدي.
من هذه الأعياد أو المناسبات السنوية ما احتفلت بهِ المجتمعات الشرقية والغربية أمس فى الثامن من مارس – بالمرأة – حيث اليوم العالمي للمرأة أو العيد القومي للمرأة على حد ما يذكرون،وعلى حسب ما اطلعتُ عليه من موضوعات فهو يومـًا لتكريم المرأة والاعتراف بجهودها داخل المجتمع وذكر نماذج للبعض منهُن مِمَن قاما بنجاحات عظيمة داخل المجتمع ،والتأكيد على المساواة بين الرجُل والمرأة وتكلمت عن هذا تفصيلاً بالمقال السابق "مُجتمعًا ذكوريًا" ، ويعد يومـًا لسرد وعرض نضال وتضحية المرأة من أجل ما تسمو إليه -فالاعتراف بقيمة المرأة أمرٌ جيد لا خلاف عليه- لكن الذي عليه الخلاف التقليدية والتصديق،بأن هذه المجتمعات هى من تكرم المرأة وتحفظ لها حقوقها مع التجاهل التام للحقيقة اليقينية،بأن الإسلام هو من صان المرأة وحفظ لهُن حقوقهن،وجعل لهن قيمة عظيمة وكرمهُن وجعل الجنة تحت أقدامهن حين يصبحن أمهات.

اضف تعليق