معنى الحب الحقيقي

السبت 03-03-2018 18:32

بقلم: أسماء صادق

الحب الحقيقي، هو الحب الذي لا يشيب ولا تهترئ حباله مع الزمان ولكنه يزداد أصالة ومرونة وشحن وحياه وبهاء ونضارة، هذا الحب الذي لا يمكن أن يكون إلاّ بعلاقة شرعية طيبة يرضاها الله ويقرها ويبارك فيها ألا وهي الزواج، الذي يعد من أقدس الحبال والوسائل التي تربط بين رجل وأمرأة، وهو الذي حدده قوله سبحانه: “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة”، فالمودة والرحمة هما أصل العلاقة الطاهرة ولبّها والتي بدونها هي كالبالون المنتفخ بالهواء، فإذا وجدت الأولى تحققت الأخرى، فالحب الطاهر هو القائم على المودة والإحترام المتبادل بين الطرفين واحترام للذات والأهل وكلّ شيء، وبعيد كل البعد عن الإهانة والذمّ والنقد والبطش الذي ما إن تحول إلى جحيم فإنه لا يطاق. والحب الحقيقي هو حب أخلاقي رفيع، تحفّه مشاعر سامية بأخلاق عَليّة صادقة لا كذب فيها أو نفاق، ولا تعرف الغدر أو الخيانة هو حب يسعد قلب الإنسان ويحيره ويجعله يضحي من أجل من يحب ،الحب هو السبيل الراقي لتواصل الأشخاص فيما بينهم
فهو غريزه جعلها الله ف الأرض
والحب هو الهدف السامي في تعمير الأرض
فلولا الحب ما كانت الحياه
هو حب أساسه التضحية العظيمة لأجل من يحب دون أن ينأى بنفسه عنه أو أن يستأثر بنفسه عن غيره، حبٌّ لا بد لك من أن تدفع الضريبة لكي تنال هذا الشرف العظيم، وخير مثال على ذلك حب الأم لأبنائها التي تضحي بزهرة شبابها لأجلهم وتكتفي منهم بابتسامة صادقة حنونة. وهو حب مديد لا يحده زمان ولا يقطعه المكان، بل كلما تباعدت بينهما المسافات إزداد بريقاً وتألقاً. الحب شفافٌ رقيق أشدُّ بياضاً من الماء الزلال. وهو حب له أصوله وقواعده المقررة التي تحفظ له خط سيره عبر آلة الزمن، وتصحح مساره إذا ما انحرفت بوصلته أو إضطرب. حب حباله موصولة إلى وسط الجنة، لا يذهبه ولا يفنيه موت أو فراق. وحتى يدوم صفو هذا الحب ويستمر فإنه يجب علينا أن نتذكر دائماً بأن الخلافات الصغيرة ما هي إلا ملح العلاقات التي بها ينمو ويكبر ويزيد، وما هي سوى دليل على صدق كل منهما إتجاه الآخر، وخوفه وحرصه على مشاعره ومصلحته، فينصحه ويدله على كل خير ويحفظه ويبعده عن كل شر، ولولا ذلك ما قامت لنا غراسه وما نمت ولا طابت.

اضف تعليق